المرجح للشرب قائما عليه في النهار، ولعل الوجه ان أصل الشرب قائما أفضل، لكن لو شرب في الليل قائما فربما كان فيه عقرب أو غيره مما يسقط فيه في الليل من السوام، فربما يشربه فيؤدي إلى ضرره واهلاكه، فإذا قعد يرى غالبا بنور السراج وغيره الماء فيرى ما سقط فيه، وهذا من باب الحكمة لا العلة.
و (الخمر) هو المسكر المعروف المائع المأخوذ من ماء العنب، قال ابن الأعرابي: سميت الخمر خمرا لأنها تركت فاختمرت واختمارها تغير ريحها، وقيل: سميت بذلك لمخامرتها العقل (1)، وقيل: أصل الخمر بمعنى الستر وسمى الخمر خمرا لسترها العقل، ومنه الخمار - بالكسر - للمقنعة لسترها رأس المرأة.
والخمار بقية السكر، ويقال: ما عند فلان خل ولا خمر أي خير ولا شر، والخمير: الدائم الشرب، والخمار: بياع الخمر، والخمرة - بالضم - ما يجعل فيه الخمر، وأخمرت الشيء: أضمرته، وخمر عني فلان - من باب قتل - إذا توارى، وخمرت الإناء تخميرا أي غطيته.
وبالجملة فالخمر على قول هو المخصوص بالعصير العنبي، واما المسكر المعمول من غيره فيقال له النقيع في الزبيب والبتع - بتقديم الباء المكسورة - في العسل، والجعة - بالكسر - في الشعير، والمزر - بتقديم الزاء مع كسر الميم - في الحنطة، والنبيذ في التمر، والفضيخ في البسر، إلى غير ذلك من الأسماء المخصوصة.
واشتهر بينهم أن الخمر هو كل شراب مسكر مطلقا ولا يختص بعصير العنب، وعن القاموس: إن العموم أصح لأنها حرمت وما في المدينة يومئذ خمر عنبي، وما كان شرابهم إلا من التمر أو البسر (2).
وفي الرواية عن الصادق (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله