فتفضيل المفضول على الفاضل - كما فعله العامة - ظلم وخيم، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فالذين ظلموا آل محمد غافلون جاهلون حائرون، وفي بيداء الضلالة تائهون سائرون، ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ (١).
والمظلمة - بفتح الميم وكسر اللام - اسم لما يطلبه المظلوم عند الظالم كالظلامة بالضم، وفي الخبر: (الظلم ظلمات يوم القيامة) (٢).
وفيه: إن الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفر وهو الشرك بالله، وظلم لا يترك وهو ظلم العباد بعضهم بعضا، وظلم مغفور لا يطلب وهو ظلم العبد نفسه عند فعل بعض المنهيات (٣)، يعني الصغيرة من الزلات، وهذه كلها ظلمات.
والظالم أيضا من يتعدى حدود الله، قال تعالى: ﴿ومن يتعد حدود الله فاؤلئك هم الظالمون﴾ (٤) لكونه لم يضع الشيء موضعه فوقع في ظلمات الجهل عن الشريعة، وزال عنه نور الطريقة وضياء الحقيقة، وبالجملة الظلمة خلاف النور.
وقوله تعالى: ﴿في ظلمات ثلاث﴾ (٥) هي ظلمة المشيمة، وظلمة الرحم، وظلمة البطن، وقوله تعالى: ﴿أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض﴾ (6) قال المفسرون: هذا تشبيه بأن أعمال الكفار في خلوها عن نور الحق وظلمتها لبطلانها، كظلمات متراكمة هي ظلمة الموج وظلمة البحر وظلمة السحاب.
وروي في قوله تعالى: (أو كظلمات) انه (عليه السلام) قال: هي الأول