الإشارة عند النحاة على ما ذكر الجوهري (1)، لعدم البيان الصريح فيها، والمبهمات الثلاثة هي أسماء الإشارة، والموصولات، والمضمرات لوجود الإبهام فيها جملة.
ومعنى الفقرة ان النبي (صلى الله عليه وآله) كشف عن قلوب الأمم مشكلات أمور تلك الأمم، أو مشكلات أمور قلوبهم، واللام في القلوب عوض عن المضاف إليه، والإضافة على الأول لامية وعلى الثاني ظرفية.
والمراد من المشكلات مشكلات التوحيد وسائر أصول المعرفة والعبادة وفروعهما، بل كل ما يتعلق بالأمور الدنيوية والأخروية، وكشفها عبارة عن تبيينها ببيانات النبي (صلى الله عليه وآله) وإزالتها به، أي انه (صلى الله عليه وآله) أزال إشكالات الأمور الدنيوية والدينية فاتضح به لهم حقيقة كل مسألة، وأقيل عنهم به زلة كل معصية، وعثرة كل مزلقة في كل مرحلة بقدر الاستعداد والقابلية في كل مورد معضلة.
و (جلوت) الأمر كشفته وأوضحته من الجلاء بمعنى الكشف والإيضاح، فهو منجل، قال الشاعر:
وسترى إذا انجلى الغبار * أفرس تحتك أم حمار والتفعيل من هذه المادة يستعمل للمبالغة، يقال: جليته تجلية بمعنى جلوته جلاء، قيل: والمجرد يستعمل لازما مثل جلى الغبار بمعنى إنجلى، ومنه الجلي مقابل الخفي، ومتعديا مثل جلا الأمور أي كشفها، ومنه على وجه قوله:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني (2) أي أنا ابن رجل جلا الأمور وكشفها.
وفي الحديث: (السواك مجلاة للبصر) (3) أي آلة لتقوية البصر، وكشف لما يغطيه، وفي حديث النبي (صلى الله عليه وآله): (فجلى الله لي بيت المقدس)