وقوله (عليه السلام): اتقوا الله في النساء وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله (١)، قيل: الأمانة هنا قوله تعالى: ﴿فامساك بمعروف أو تسريح باحسان﴾ (٢) والكلمة إذنه في النكاح أو العقد الذي قرره الله تعالى في الشريعة.
وقوله (عليه السلام): ((وأسألك بكلمتك التي غلبت كل شئ)) (٣) قيل: يحتمل أن تكون هي القوة والقدرة، وأن تكون الحجج والبراهين الواضحة، وقوله تعالى:
﴿ويحق الحق بكلماته﴾ (4) أي بحججه.
وسبحان الله عدد كلماته أي عدد أوصافه إذ هي لا تنحصر في عدد، قيل:
ويحتمل أن يريد عدد الأذكار، أو عدد الأجور على ذلك، والكلم الطيب هو قول المؤمن: ((لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله وخليفة رسول الله)).
وأعوذ بكلمات الله التامات، قيل: هي أسماؤه الحسنى وكتبه المنزلة، وقيل:
علمه أو كلامه مطلقا، أو القرآن خاصة، أو الاسم الأعظم فإنه اثنان وسبعون كلمة، وكل منها كلمة تامة، أو المراد بالكلمات التامات محمد وآل محمد الهداة.
والكلام في أصل اللغة عبارة عن أصوات متتابعة لمعنى مفهوم، وفي عرف النحاة اسم لما تركب من مسند إليه، وهو اسم جنس يقع على القليل والكثير، وليس هو عبارة عن فعل المتكلم، وربما جعل كذلك مثل عجبت من كلامك زيدا، وقيل: هو حينئذ مصدر كلم يكلم، كسلام مصدر سلم يسلم على وجه.
وقد يطلق الكلام على المعاني النفسانية، وهل هو حقيقة فيها أو مجاز؟ قيل:
أصحهما الثاني وهو المشهور، وقيل الأول.
قال في المصباح: وقول الرافعي: ((وينقسم الكلام إلى مفيد وغير مفيد)) لم يرد