كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٩٨
افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي فبلغهم ذلك عنى.
ومنه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب عليه السلام لما خلق الله عز وجل النار.
أقول: ربما وقف على هذا الحديث بعض من يميل إلى العناد طبعه، ويتسع في الخلاف والنصب ذرعه، فيرد عليه منه ما يضيق عنه وسعه فيجزم بخفض مناره عندما يعييه دفعه، ويسارع إلى القدح في راويه ومعتقده، وينكر على ناقله بلسانه وقلبه ويده، وهو لا يعلم أنه إنما أصيب من قبل طبعه الذميم، وأتى من قبل تصوره السقيم، ووجه تبيينه ان محبة علي عليه السلام فرع على محبة النبي صلى الله عليه وآله وتصديقه في جميع ما جاء به، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وتصديقه فرع على معرفة الله تعالى ووحدانيته، والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، والاخذ بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، ومن المعلوم ان الناس كافة لو خلقوا على هذه الفطرة لم يخلق الله النار، وكيف يحب عليا من خالف مذهبه في علمه وحلمه وزهده وورعه وصلاته وصيامه؟! ومسارعته إلى طاعات الله وإقدامه والاخذ بكتاب الله في تحليل حلاله وتحريم حرامه، ومجاهدته في ذات الله شارعا لرمحه شاهرا لحسامه وقناعته بخشونة ملبسه وجشوبة مأكله وانتصابه في محرابه يقطع الليل بصالح عمله، وهذه أوصاف لا يستطيعها غيره من العباد ولكنه قال عليه السلام: أعينوني بورع واجتهاد، وقد وصف شيعته فقال: انهم خمص البطون من الطوى عمش العيون من البكاء؟!.
وقال عليه السلام - وقد سأله همام عن المؤمنين وكان همام هذا رجلا عابدا والكلام مذكور في نهج البلاغة أذكر منه شيئا: فالمتقون فيها - والضمير للدنيا - هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم،
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357