جزعت لفقدان الأخلاء وانبرت * شؤوني كمرفض الجمان المبدد وجاشت إلى النفس جزعا ولوعة * فقلت: تعزى واصبري فكان قد وذكر في ص 369 إنشاءه كتاب صداق في تزويج الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبى العباس أحمد بن الخليفة المستعصم في جمادى الآخرة سنة 670 وذكر في ص 366 ما جرى بينه وبين علاء الدين صاحب الديوان من الحادثة المؤلمة.
وهذه الكلمات تعطينا صورة إجمالية من حياة الرجل وبأنه جمع بين السيف والقلم، فرف عليه العلم والعلم، فهو في الجبهة والسنام من مؤرخي الشيعة ومحدثيهم، كما أنه معدود من الشخصيات البارزة في الدولة العباسية، وان رحى الديوان يومذاك كان يدور على تفكيره وتدبيره، وانشائه وتحبيره.
جمل ذهبية في حق المترجم من أعلام الطائفة:
قال شيخنا الحر في (أمل الآمل): كان عالما فاضلا محدثا ثقة شاعرا أدبيا منشئا جامعا للفضائل والمحاسن له كتب منها كشف الغمة في معرفة الأئمة جامع حسن فرغ من تأليفه ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان ليلة القدر من سنة وثمانين وستمائة.
وقال سيدنا صاحب رياض الجنة في الروضة الرابعة، بعد ما أفاض في حقه جملا ضافية: إنه كان وزيرا لبعض الملوك وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر أمره.
قلت: لم نقف في المصادر الموثوق بها على إشغال شيخنا المؤلف منصب الوزارة غير ما ذكره معاصره ابن الفوطي في (الحوادث الجامعة) ص 341 من أنه وصل إلى بغداد ورتب كاتب الانشاء بالديوان وأقام بها إلى أن مات،