كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
فلقينا في طريقنا أم أيمن مولاة رسول الله (ص)، فذكرنا ذلك لها فقالت:
لا تفعل ودعنا نحن نكلمه، فان كلام النساء في هذا الامر أحسن وأوقع بقلوب الرجال ثم انثنت راجعة فدخلت على أم سلمة فأعلمتها بذلك، وأعلمت نساء النبي (ص) فاجتمعن عند رسول الله وكان في بيت عائشة فأحدقن به وقلن: فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله قد اجتمعنا لأمر لو أن خديجة في الاحياء لقرت بذلك عينها، قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله (ص)، ثم قال: خديجة وأين مثل خديجة، صدقتني حين كذبني الناس، وآزرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها، ان الله عز وجل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب.
قالت أم سلمة: فقلنا فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله انك لم تذكر من خديجة أمرا إلا وقد كانت كذلك، غير أنها قد مضت إلى ربها فهناها الله بذلك، وجمع بيننا و بينها في درجات جنته ورضوانه ورحمته، يا رسول الله وهذا أخوك في الدنيا و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب (ع) يحب أن تدخل عليه زوجته فاطمة عليها السلام وتجمع بها شمله، فقال: يا أم سلمة فما بال علي لا يسألني ذلك؟ فقلت: يمنعه الحياء منك يا رسول الله، قالت أم أيمن: فقال لي رسول الله (ص): انطلقي إلى علي فأتني به.
فخرجت من عند رسول الله (ص) فإذا علي ينتظرني ليسألني عن جواب رسول الله (ص)، فلما رآني قال: ما وراءك يا أم أيمن؟ قلت: أجب رسول الله (ص)، قال: فدخلت عليه وقمن أزواجه فدخلن البيت، وجلست بين يديه مطرقا نحو الأرض حياءا منه فقال: أتحب أن تدخل عليك زوجتك فقلت وأنا مطرق: نعم فداك أبي وأمي فقال: نعم وكرامة يا أبا الحسن أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو في ليلة غد إن شاء الله، فقمت فرحا مسرورا
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357