كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
و والله ما دخل حين فتحت حتى علم انى قد رجعت إلى خدري.
ثم إنه دخل على رسول الله (ص) فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له النبي (ص): وعليك السلام يا أبا الحسن اجلس قالت أم سلمة: فجلس علي بن أبي طالب بين يدي رسول الله (ص) وجعل ينظر إلى الأرض كأنه قصد لحاجة وهو يستحى أن يبديها فهو مطرق إلى الأرض حياءا من رسول الله (ص) فقالت أم سلمة: فكأن النبي (ص) علم ما في نفس علي (ع) فقال له: يا أبا الحسن انى أرى انك أتيت لحاجة؟ فقل:
ما حاجتك، وأبد ما في نفسك، فكل حاجة لك عندي مقضية.
قال علي (ع): فقلت: فداك أبي وأمي انك لتعلم انك أخذتني من عمك أبى طالب ومن فاطمة بنت أسد وأنا صبي لا عقل لي، فغذيتني بغذائك، و أدبتني بأدبك فكنت لي أفضل من أبى طالب ومن فاطمة بنت أسد في البر والشفقة، وان الله تعالى هداني بك وعلى يديك واستنقذني مما كان عليه آبائي وأعمامي من الحيرة والشرك، وانك والله يا رسول الله ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة، يا رسول الله فقد أحببت مع ما (قد) شد الله من عضدي بك (أن يكون لي بيت و) أن تكون لي زوجة أسكن إليها، وقد أتيتك خاطبا راغبا أخطب إليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوجي يا رسول الله؟.
قالت أم سلمة: فرأيت وجه رسول الله (ص) يتهلل فرحا وسرورا ثم تبسم في وجه علي (ع) فقال: يا أبا الحسن فهل معك شئ أزوجك به؟
فقال له علي: فداك أبي وأمي والله ما يخفى عليك من أمرى شئ، أملك سيفي ودرعي وناضحي، وما أملك شيئا غير هذا فقال له رسول الله (ص): يا علي اما سيفك فلا غنى بك عنه تجاهد به في سبيل الله، وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357