فقال له: يا رسول الله متى تبين لي؟ فقال: الليلة إن شاء الله تعالى ثم انصرف فدعا رسول الله (ص) بلالا فقال: إني قد زوجت فاطمة ابنتي بابن عمى وأنا أحب أن يكون من أخلاق أمتي الطعام عند النكاح، اذهب يا بلال إلى الغنم وخذ شاتا وخمسة أمداد شعيرا واجعل لي قصعة فلعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار، قال: ففعل ذلك وأتاه بها حين فرغ فوضعها بين يديه قال: فطعن في أعلاها ثم تفل فيها وبرك ثم قال: يا بلال ادع الناس إلى المسجد ولا تفارق رفقة إلى غيرها، فجعلوا يردون عليه رفقة رفقة كلما وردت رفقة نهضت أخرى حتى تتابعوا ثم كفت وفضل منها فتفل عليه وبرك ثم قال: يا بلال احملها إلى أمهاتك، فقل لهن: كلن وأطعمن من غشيكن، ففعل ذلك بلال.
ثم إن رسول الله (ص) دخل على النساء فقال لهن: إني قد زوجت ابنتي لابن عمى وقد علمتن منزلتها منى، وإني دافعها إليه ألا فدونكن ابنتكن، فقمن إلى الفتاة فعلقن عليها من حليهن وطيبنها وجعلن في بيتها فراشا حشوه ليف، ووسادة وكساءا خيبريا ومخضبا وهو المركن، واتخذت أم أيمن بوابة ثم إن رسول الله (ص) جاء فهتف بفاطمة وهي في بعض البيوت فأقبلت فلما رأت زوجها مع رسول الله (ص): حصرت وبكت فقال لها رسول الله (ص): أدنى منى فدنت منه فأخذ بيدها ويد علي، فلما أراد أن يجعل كفها في كف على حصرت ودمعت عيناها، فرفع رسول الله رأسه إلى علي وأشفق أن يكون بكاؤها من أجل أنه ليس له شئ فقال لها: ما ألوتك من نفسي ولقد أصبت بك القدر، وزوجتك خير أهلي وأيم الله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين.
قال: فلان منها وأمكنته من كفها فقال لهما: اذهبا إلى بيتكما بارك الله