كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
وكان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الأنصار بأجرة، فانطلقوا نحوه فلما نظر إليهم علي (ع) قال: ما وراءكم وما الذي جئتم له؟ فقال أبو بكر يا أبا الحسن انه لم تبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل وأنت من رسول الله (ص) بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة، وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله (ص) ابنته فاطمة عليها السلام فردهم وقال: إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجها زوجها فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله (ص) وتخطبها منه؟ فإني لأرجو أن يكون الله عز وجل ورسوله (ص) إنما يحبسانها عليك.
قال فتغرغرت عينا علي (ع) بالدموع وقال: يا أبا بكر لقد هيجت منى ساكنا وأيقظتني لأمر كنت عنه غافلا، والله إن فاطمة لموضع رغبة وما مثلي قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد، فقال أبو بكر:
لا تقل هذا يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله تعالى وعند رسوله (ص) كهباء منثور.
قال، ثم إن علي بن أبي طالب (ع) حل عن ناضحة وأقبل يقوده إلى منزله فشده فيه ولبس نعله، وأقبل إلى رسول الله (ص) فكان رسول الله (ص) في منزل زوجته أم سلمة ابنة أبى أمية بن المغيرة المخزومي، فدق علي (ع) الباب فقالت أم سلمة: من في الباب؟ فقال لها رسول الله (ص) من قبل أن يقول علي: أنا علي، قومي يا أم سلمة فافتحي له الباب ومريه بالدخول، فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما فقالت أم سلمة: فداك أبي وأمي ومن هذا الذي تذكر فيه هذا وأنت لم تره؟ فقال: مه يا أم سلمة فهذا رجل ليس بالخرق ولا بالنزق، هذا أخي وابن عمى وأحب الخلق إلي، قالت أم سلمة فقمت مبادرة أكاد أن أعثر بمرطي ففتحت الباب فإذا أنا بعلي بن أبي طالب (ع)
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357