الحسن فكان الخبيث لا يدرى كيف قتل مفلح فلما بلغه أنه أصيب بسهم ولم ير أحدا ينتحل رميه ادعى أنه كان الرامي له * قال فسمعته يقول سقط بين يدي سهم فأتاني به واح خادمي فدفعه إلى فرمت به فأصبت مفلحا * قال محمد وكذب في ذلك لانى كنت حاضرا ذلك المشهد وما زال عن فرسه حتى أتاه المخبر بخبر الهزيمة وأتى بالرؤس وانقضت الحرب (وفى هذه السنة) وقع الوباء في الناس في كور دجلة فهلك فيها خلق كثير في مدينة السلام وسامرا وواسط وغيرها (وفيها) قتل خرسخارس ببلاد الروم في جماعة من أصحابه (وفيها) أسر يحيى ابن محمد البحراتي صاحب قائد الزنج وفيها قتل ذكر الخبر عن أسره وقتله وكيف كان ذلك ذكر عن محمد بن سمعان الكاتب أنه قال لما وافى يحيى بن محمد نهر العباس لقيه بفوهة النهر ثلثمائة وسبعون فارسا من أصحاب أصغجون العامل كان عامل الأهواز في ذلك الوقت كانوا مرتبين في تلك الناحية فلما بصر بهم يحيى استقلهم ورأى كثرة من معه من الجمع مما لا خوف عليه معهم فلقيتهم أصحابه غير مستجنين بشئ يرد عنهم عاديتهم ورشقتهم أصحاب أصغجون بالسهام فأكثروا الجراح فيهم فلما رأى ذلك يحيى عبر إليهم عشرين ومائة فارس كانت معه وضم إليهم من الرجال جمعا كثيرا وانحاز أصحاب أصغجون عنهم وولج البحراني ومن معه نهر العباس وذلك وقت قلة الماء في النهر وسفن القيروانات جانحة على الطين فلما أبصر أصحاب تلك السفن بالزنج تركوا سفنهم وحازها الزنج وغنموا ما كان فيها غنائم عظيمة جليلة ومضوا بها متوجهين نحو البطيحة المعروفة ببطيحة الصحناة وتركوا الطريق النهج وذلك للتحاسد الذي كان بين البحراني وعلي بن أبان المهلبي وان أصحاب يحيى أشاروا عليه ألا يسلك الطريق الذي يمر فيها بعسكر على فأصغى إلى مشورتهم فشرعوا له الطريق المؤدى إلى البطيحة التي ذكرنا فسلكها حتى ولج البطيحة وسرح الخيل التي كانت معه وجعل معها أبا الليث الأصبهاني وأمره بالمصير بها إلى عسكر قائد الزنج وكان الخبيث وجه إلى يحيى البحراني يعلمه ورود الجيش الذي ورد عليه ويأمره بالتحرز في منصرفه
(٦)