جمعا كثيرا وصرف الزنج جمعهم إلى الموضع الذي كان به أبو أحمد فظهر الموفق على الشذا وتوسط محرضا أصحابه حتى أتاه من جمع الزنج ما علم أنه لا يقام بمثل العدة اليسيرة التي كان فيها فرأى أن الحزم في محاجزتهم فأمر أصحابه عند ذلك بالرجوع إلى سفنهم على تؤدة ومهل فصار أبو أحمد إلى الشذا التي كان فيها بعد أن استقر أكثر الناس في سفنهم وبقيت طائفة من الناس ولجأوا إلى تلك الأدغال والمضايق فانقطعوا عن أصحابهم فخرج عليهم كمناء الزنج فاقتطعوهم ووقعوا بهم فحاموا عن أنفسهم وقاتلوا قتالا شديدا وقتلوا عددا كثيرا من الزنج وأدركتهم المنايا فقتلوا وحملوا إلى قائد الزنج مائة رأس وعشرة أرؤس فزاد ذلك في عتوه ثم انصرف أبو أحمد إلى الباذاورد في الجيش وأقام يعبى أصحابه للرجوع إلى الزنج فوقعت نار في طرف من أطراف عسكره وذلك في أيام عصوف الريح فاحترق العسكر ورحل أبو أحمد منصرفا وذلك في شعبان من هذه السنة إلى واسط فلما صار إلى واسط تفرق عنه عامة من كان معه من أصحابه (ولعشر خلون) من شعبان كانت هده صعبة هائلة بالصيمرة ثم سمع من غد ذلك اليوم وذلك يوم الأحد هدة هي أعظم من التي كانت في اليوم الأول فتهدم من ذلك أكثر المدينة وتساقطت الحيطان وهلك من أهلها فيما قيل زهاء عشرين ألفا (وضرب) بباب العامة بسامرا رجل يعرف بأبي فقعس قامت عليه البينة فيما قيل بشتم السلف ألف سوط وعشرين سوطا فمات وذلك يوم الخميس لسبع خلون من شهر رمضان (ومات) يارجوخ يوم الجمعة لثمان خلون من شهر رمضان فصلى عليه أبو عيسى بن المتوكل وحضر جعفر ابن المعتمد (وفيها) كانت وقعة بين موسى بن بغا وأصحاب الحسن بن زيد فهزم موسى أصحاب الحسن (وفيها) انصرف مسرور البلخي عن مساور الشاري إلى سامرا ومعه أسراء من الشراة واستخلف على عسكره بالحديثة جعلان ثم شخص أيضا مسرور البلخي إلى ناحية البوازيج فلقى مساورا بها فكانت بينهما وقعة بها أسر مسرور من أصحابه جماعة ثم انصرف لليال بقيت من ذي الحجة (وفى هذه
(١٠)