لعلي بن أبان فصار المعروف بأبي الليث إلى علي فأقام مخالفا له مستبدا بالرأي عليه وجاء منصور كما كان يجئ للحرب ومعه شذوات فبدر إليه أبو الليث عن غير مؤامرة منه لعلي بن أبان فظفر منصور بالشذوات التي كانت معه وقتل فيها من البيضان والزنج خلقا كثيرا وأفلت أبو الليث فانصرف إلى الخبيث فانصرف علي بن أبان وجميع من كان معه فأقاموا شهرا ثم رجع على لمحاربة منصور في رجاله فلما استقر على وجه طلائع يأتونه بأخبار منصور وعساكره وكان لمنصور وال مقيم بكرنبا فبيت علي بن أبان ذلك القائد فقتله وقتل عامة من كان معه وغنم ما كان في عسكره وأصاب أفراسا وأحرق العسكر وانصرف من ليلته حتى صار في ذنابة نهر جبى وبلغ الخبر منصورا فسار حتى انتهى إلى الخيزرانية فخرج إليه على في نفير من أصحابه وكانت الحرب بينهما منذ ضحى ذلك اليوم إلى وقت الظهر ثم انهزم منصور وتفرق عنه أصحابه وانقطع عنهم وأدركته طائفة من الزنج اتبعوا أثره إلى نهر يعرف بعمر بن مهران فلم يزل يكر عليهم حتى تقصفت رماحه ونفدت سهامه ولم يبق معه سلاح ثم حمل نفسه على النهر ليعبر فصاح بحصان كان تحته فوثب وقصرت رجلاه فانغمس في الماء (قال شبل) كان سبب تقصير الفرس عن عبور النهر بمنصور أن رجلا من الزنج كان ألقى نفسه لما رأى منصورا قاصدا نحو النهر يريد عبوره فسبقه سباحة فلما وثب الفرس تلقاه الأسود فنكص به فغاضا معا ثم أطلع منصور رأسه فنزل إليه غلام من السودان من عرفاء مصلح يقال له أبرون فاحتز رأسه وأخذ سلبه وقتل ممن كان معه جماعة كثيرة وقتل مع منصور أخوه خلف بن جعفر فولى يارجوخ ما كان إلى منصور من العمل اصغجون (ولاثنتي عشرة) بقيت من جمادى الأولى منها قتل مفلح بسهم أصابه بغير نصل في صدغه يوم الثلاثاء فأصبح ميتا يوم الأربعاء في غد ذلك اليوم وحملت جثته إلى سامرا فدفن بها ذكر الخبر عن سبب مقتله وكيف كان الوصول إليه قد مضى ذكرى شخوص أبى أحمد بن المتوكل من سامرا إلى البصرة لحرب
(٣)