وكتب إلى ابن واصل بتولية فارس وقد كان صار إليها وجمع جماعة ثم رجع المعتمد إلى المدائن ومضى أبو أحمد ومعه مسرور وساتكين وجماعة من القواد وقبض مالا لأبي الساج من الضياع والمنازل وأقطعها مسرور البلخي وقدم محمد ابن طاهر بن عبد الله بغداد يوم الاثنين لأربع عشرة بقيت من رجب وقد رد إليه العمل فخلع عليه في الرصافة فنزل دار عبد الله بن طاهر فلم يعزل أحدا ولم يول وأمر له بخمسمائة ألف درهم وكانت الوقعة التي كانت بين السلطان والصفار يوم الشعانين وقال محمد بن علي بن فيد الطائي يمدح أبا أحمد ويذكر أمر الصفار نعب الغراب عدمته من ناعب * وصبا فؤادي لادكار حبائبى نادى ببينهم فجادت مقلتي * لزيال أرحلهم بدمع ساكب بانوا بأتراب أوانس كالدمى * مثل المها قب البطون كواعب فأولئكن غرائر تيمننى * بسوالف وقوائم وحواجب لولى عهد المسلمين مناسب * شرفت وأشرق نورها بمناصب ومراتب في ذروة لا ترتقى * أكرم بها من ذروة ومراتب ولقد أتى الصفار في عدد لها * حسن فوافتهن نكبة ناكب جلب القضاء إليه حتفا عاجلا * سقيا ورعيا للقضاء الجالب أغواه إبليس اللعين بكيده * واغتر منه بوعد كاذب حتى إذا احتلفوا وظن بأنه * قد عز بين عساكر وكتائب دلفت إليه عساكر ميمونة * يلقون زحفا باللواء الغالب في جحفل لجب ترى أبطاله * من دارع أو رامح أو ناشب وبدا الامام براية منضورة * لمحمد سيف الاله القاضب وولى عهد المسلمين موفق * بالله أمضى من شهاب ثاقب وكأنه في الناس بدر طالع * متهلل بالنور بين كواكب لما التقوا بالمشرفية والقنا * ضربا وطعن محارب لمحارب ثار العجاج وفوق ذاك غمامة * غراء تسكب وبل صوب صائب
(٢٤)