والبثنية فحارب أهلها ثم آمنهم فلما استسلموا قتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم واستصفى أموالهم ثم سار يؤم دمشق فخرج إليه جماعة ممن كان مرسوما بتشحينها من المصريين كان خلفهم أحمد بن كيغلغ مع صالح بن الفضل فظهروا عليهم وأثخنوا فيهم ثم اغتروهم ببذل الأمان لهم فقتلوا صالحا وفضوا عسكره ولم يطمعوا في مدينة دمشق وكانوا قد صاروا إليها فدافعهم أهلها عنها فقصدوا نحو طبرية مدينة جند الأردن ولحق بهم جماعة افتتنت من الجند بدمشق فواقعهم يوسف بن إبراهيم ابن بغامردى عامل أحمد بن كيغلغ على الأردن فكسروه وبذلوا الأمان له ثم غدروا به فقتلوه ونهبوا مدينة الأردن وسبوا النساء وقتلوا طائفة من أهلها فأنفذ السلطان الحسين بن حمدان لطلبهم ووجوها من القواد فورد دمشق وقد دخل أعداء الله طبرية فلما اتصل خبره بهم عطفوا نحو السماوة وتبعهم الحسين يطلبهم في برية السماوة وهم ينتقلون من ماء إلى ماء ويعورونه حتى لجؤا إلى الماءين المعروفين بالدمعانة والحالة وانقطع الحسين من اتباعهم لعدمه الماء فعاد إلى الرحبة وأسرى القرامطة مع غاويهم المسمى نصرا إلى قرية هيت فصبحوها وأهلها غارون لتسع بقين من شعبان مع طلوع الشمس فنهب ربضها وقتل من قدر عليه من أهلها وأحرق المنازل وانتهب السفن التي في الفرات في غرضتها وقتل من أهل البلد فيما قيل زهاء مائتي نفس ما بين رجل وامرأة وصبى وأخذ ما قدر عليه من الأموال والمتاع وأوقر فيما قيل ثلاثة آلاف راحلة كانت معه زهاء مائتي كر حنطنة بالمعدل ومن البر والعطر والسقط جميع ما احتاج إليه وأقام بها بقية اليوم الذي دخلها والدي بعده ثم رحل عنها بعد المغرب إلى البرية وإنما أصاب ذلك من ربضها وتحصن منه أهل المدينة بسورها فشخص محمد بن إسحاق بن كنداجيق إلى هيت في جماعة من القواد في جيش كثيف بسبب هذا القرمطي ثم تبعه بعد أيام مونس الخازن * وذكر عن محمد بن داود أنه قال إن القرامطة صبحوا هيت وأهلها غارون فحماهم الله منه بسورها ثم عجل السلطان محمد بن إسحاق بن كنداجيق نحوهم فلم
(٢٣٧)