عليه وعلى جماعة معه وحباه وأكرمه فكتب طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث إلى السلطان يسأله رد أبى قابوس إليه ويذكر انه كان استكفاه بعض أعمال فارس وانه جبى المال وخرج به معه ويسأل إن لم يرد إليه أن يحسب له ما ذهب به من مال فارس مما صودر عليه فلم يجبه السلطان إلى شئ من ذلك * وفى هذا الشهر من هذه السنة ورد الخبر أن أخا للحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة ظهر بالدالية من طريق الفرات في نفر وانه اجتمع إليه نفر من الاعراب والمتلصصة فسار بهم نحو دمشق على طريق التبرعات بتلك الناحية وحارب أهلها فندب للخروج إليه الحسين بن حمدان بن حمدون فخرج في جماعة كثيرة من الجند وكان مصير هذا القرمطي إلى دمشق في جمادى الأولى من هذه السنة ثم ورد الخبر أن هذا القرمطي صار إلى طبرية فامتنعوا من إدخاله فحاربهم حتى دخلها فقتل عامة من بها من الرجال والنساء ونهبها وانصرف إلى ناحية البادية وفى شهر ربيع الآخر ورد الخبر بأن الداعية الذي بنواحي اليمن صار إلى مدينة صنعاء فحاربه أهلها فظفر بهم فقتل أهلها فلم ينفلت منهم إلا القليل وتغلب على سائر مدن اليمن عاد الخبر إلى ما كان من أمر أخي ابن زكرويه فذكر عن محمد بن داود بن الجراح أنه قال انفذ زكرويه بن مهرويه بعد ما قتل ابنه صاحب الشامة رجلا كان يعلم الصبيان بقرية تدعى الزابوقة من عمل الفلوجة يسمى عبد الله بن سعيد ويكنى أبا غانم فتسمى نصرا ليعمى أمره فدار على أحياء كلب يدعوهم إلى رأيه فلم يقبله منهم أحد سوى رجل من بنى زياد يسمى مقدام بن الكيال فإنه استغوى له طوائف من الأصبغيين المنتمين إلى الفواطم وسواقط من العليصيين وصعاليك من سائر بطون كلب وقصد ناحية الشأم وعامل السلطان على دمشق والأردن أحمد بن كيغلغ وهو مقيم بمصر على حرب ابن خليج الذي كان خالف محمد بن سليمان ورجع إلى مصر فغلب عليها فاغتنم ذلك عبد الله بن سعيد هذا وسار إلى مدينتي بصرى وأذرعات من كورتي حوران
(٢٣٦)