ذكر الخبر عن سبب هذه الوقعة وكيف كان هلاك صاحب الحرب من قبل السلطان فيها ذكر أن قائد الزنج خفى عليه أمر الحريق الذي كان في عسكر أبى أحمد بالباذاورد فلم يعلم خبره إلا بعد ثلاثة ورد به عليه رجلان من أهل عبادان فأخبراه فعاد للعيث وانقطعت عنه الميرة فأنهض علي بن أبان المهلبي وضم إليه أكثر الجيش وسار معه سليمان بن جامع وقد ضم إليه الجيش الذي كان مع يحيى ابن محمد البحراني وسليمان بن موسى الشعراني وقد ضمت إليه الخيل وسائر الناس مع علي بن أبان المهلبي والمتولي للأهواز يومئذ رجل يقال له أصغجون ومعه نيزك في جماعة من القواد فسار إليهم علي بن أبان في جمعه من الزنج ونذر بن أضغجون فنهض نحوه في أصحابه فالتقى العسكران بصحراء تعرف بدستماران فكانت الدبرة يومئذ على أصغجون فقتل نيزك في جمع كثير من أصحابه وغرق أصغجون وأسر الحسن بن هرثمة المعروف بالشار يومئذ والحسن بن جعفر المعروف بزاوشار * قال محمد بن الحسن فحدثني الحسن بن الشار قال خرجنا يومئذ مع أصغجون للقاء الزنج فلم يثبت أصحابنا وانهزموا وقتل نيزك وفقد أصغجون فلما رأيت ذلك نزلت عن فرس محذوف كان تحتي وقدرت أن أتناول بذنب جنيبة كانت معي وأقحمها النهر فأنجو بها فسبقني إلى ذلك غلامي فنجا وتركني فأتيت موسى بن جعفر لاتخلص معه فركب سفينة ومضى فيها ولم يقم على وبصرت بزورق فأتيته فركبته فكثر الناس على وجعلوا يطلبون الركوب معي فيتعلقون بالزروق حتى غرقوه فانقلب وعلوت ظهره وذهب الناس عنى وأدركني الزنج فجعلوا يرموني بالنشاب فلما خفت التلف قلت أمسكوا عن رميى والقوا إلى شيئا أتعلق به وأصير إليكم فمدوا إلى رمحا فتناولته بيدي وصرت إليهم وأما الحسن بن جعفر فإن أخاه حمله على فرس وأعده ليسفر بينه وبين أمير الجيش فلما وقعت الهزيمة بادر في طلب النجاة فعثر به فرسه فأخذ فكتب علي بن أبان إلى الخبيث بأمر الوقعة وحمل إليه رؤسا وأعلاما كثيرة ووجه الحسن بن الشار
(١٢)