وقال أراك خفت إن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي قال نعم قال جزاك الله خيرا عن الاسلام وأهله وأقرها أبو بكر رضى الله تعالى عنه من هذا الموضع * حدثنا يونس بن الاعلى قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا علوان عن صالح بن كيسان عن عمر بن عبد الرحمن ابن عوف عن أبيه أنه دخل على أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه في مرضه الذي توفى فيه فأصابه مهتما فقال له عبد الرحمن أصبحت والحمد لله بارئا فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه أتراه قال نعم قال إني وليت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم أنفه من ذلك يريد أن يكون الامر له دونه ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهى مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج وتألموا الاضطجاع على الصوف الاذرى كما يألم أحدكم أن ينام على حسك والله لان يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا وأنتم أول ضال بالناس عدا فتصدونهم عن الطريق يمينا وشمالا يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البحر قلت له خفض عليك رحمك الله فإن هذا يهيضك في أمرك إنما الناس في أمرك بين رجلين إما رجل رأى ما رأيت فهو معك وإما رجل خالفك فهو مشير عليك وصاحبك كما تحب ولا نعلمك أردت إلا خيرا ولم تزل صالحا مصلحا وأنك لا تأسى على شئ من الدنيا قال أبو بكر رضى الله تعالى عنه أجل إني لا آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أنى تركتهن وثلاث تركتهن وددت أنى فعلتهن وثلاث وددت أنى سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الثلاث اللاتي وددت أنى تركتهن فوددت أنى لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ووددت إني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي وأنى كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا ووددت أنى يوم سقيفة بنى ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين عمر وأبا عبيدة فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا وأما اللاتي تركتهن فوددت أنى يوم أتيت بالأشعث ابن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه فإنه تخيل إلى أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ووددت
(٦١٩)