في أهل قرابتك وجعلته في سبيل الخير وإن شئت تصدقت به فجعلته صدقة محرمة تجرى من بعدك على من تصدقت به عليه قال ما أحب أن أجعل من مالي شيئا محرما كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي ولكن اقسمه فأنفذه على من أوصيت به له يصنع به ما يشأ قال فكان عمرو يعجب لها من قوله وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو بن حنش بن معلى فإنه ثبت على الاسلام ومن معه من قومه وقام حين بلغته وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتداد العرب فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأكفر من لا يشهد واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت فقالوا نرد الملك في آل المنذر فملكوا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى الغرور وكان يقول حين أسلم وأسلم الناس وغلبهم السيف لست بالغرور ولكني المغرور * حدثنا عبيد الله بن سعيد قال أخبرنا عمى قال أخبرنا سيف عن إسماعيل بن مسلم عن عمير بن فلان العبدي قال لما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج الحطم بن ضبيعة أخو بنى قيس بن ثعلبة فيمن اتبعه من بكر بن وائل على الردة ومن تأشب إليه من غير المرتدين ممن لم يزل كافرا حتى نزل القطيف وهجر واستغوى الخط ومن فيها من الزط والسايجة وبعث بعثا إلى دارين فأقاموا له ليجعل عبد القيس بينه وبينهم وكانوا مخالفين لهم يمدون المنذر والمسلمين وأرسل إلى الغرور بن سويد أخي النعمان بن المنذر فبعثه إلى جواثا وقال أثبت فإني إن ظفرت ملكتك بالبحرين حتى تكون كالنعمان بالحيرة وبعث إلى جواثا فحصرهم وألحوا عليهم فاشتد على المحصورين الحصر وفى المسلمين المحصورين رجل من صالح المسلمين يقال له عبد الله بن حذف أحد بنى أبى بكر بن كلاب وقد اشتد عليه وعليهم الجوع حتى كادوا أن يهلكوا وقال في ذلك عبد الله بن حذف ألا أبلغ أبا بكر رسولا * وفتيان المدينة أجمعينا فهل لكم إلى قوم كرام * قعود في جواثا محصرينا كأن دماءهم في كل فج * شعاع الشمس يغشى الناظرينا
(٥٢١)