ثلاثة أيام فقال سلمة بن عمير يا بنى حنيفة قاتلوا عن أحسابكم ولا تصالحوا على شئ فإن الحصن حصين والطعام كثير وقد حضر الشتاء فقال مجاعة يا بنى حنيفة أطيعوني واعصوا سلمة فإنه رجل مشئوم قبل أن يصيبكم ما قال شرحبيل بن مسيلمة قبل أن تستردف النساء غير رضيات وينكحن غير حظيات فأطاعوه وعصوا سلمة وقبلوا قضيته وقد بعث أبو بكر رضي الله عنه بكتاب إلى خالد مع سلمة بن سلامة بن وقش يأمره إن ظفره الله عز وجل أن يقتل من جرت عليه من المواشي من بنى حنيفة فقدم فوجده قد صالحهم فوفى لهم وتم على ما كان منه وحشرت بنو حنيفة إلى البيعة والبراءة مما كانوا عليه إلى خالد وخالد في عسكره فلما اجتمعوا قال سلمة بن عمير لمجاعة استأذن لي على خالد أكلمه في حاجة له عندي ونصيحة وقد أجمع أن يفتك به فكلمه فأذن له فأقبل سلمة بن عمير مشتملا على السيف يريد ما يريد فقال من هذا المقبل قال مجاعة هذا الذي كلمتك فيه وقد أذنت له قال أخرجوه عنى فأخرجوه عنه ففتشوه فوجدوا معه السيف فلعنوه وشتموه وأوثقوه وقالوا لقد أردت أن تهلك قومك وأيم الله ما أردت إلا أن تستأصل بنو حنيفة وتسبى الذرية والنساء وأيم الله لو أن خالدا علم أنك حملت السلاح لقتلك وما نأمنه إن بلغه أن يقتل الرجال ويسبي النساء بما فعلت ويحسب أن ذلك عن ملا منا فأوثقوه وجعلوه في الحصن وتتابع بنو حنيفة على البراء مما كانوا عليه وعلى الاسلام وعاهدهم سلمة على أن لا يحدث حدثا ويعفوه فأبوا ولم يثقوا بحمقه أن يقبلوا منه عهدا فأفلت ليلا فعمد إلى عسكر خالد فصاح به الحرس وفزعت بنو حنيفة فاتبعوه فأدركوه في بعض الحوائط فشد عليهم بالسيف فاكتنفوه بالحجارة وأجال السيف على حلقه فقطع أوداجه فسقط في بئر فمات * كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه قال صالح خالد بنى حنيفة جميعا إلا ما كان بالعرض والقرية فإنهم سبوا عند انبثاث الغارة فبعث إلى أبى بكر ممن جرى عليه القسم بالعرض والقرية من بنى حنيفة أو قيس بن ثعلبة أو يشكر خمسمائة رأس * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة
(٥١٨)