دخل عسكر المسلمين فأخبرهم أن القوم سكارى فخرج المسلمون عليهم حتى اقتحموا عليهم عسكرهم فوضعوا السيوف فيهم حيث شاؤوا واقتحموا الخندق هرابا فمترد وناج ودهش مقتول أو مأسور واستولى المسلمون على ما في العسكر لم يفلت رجل إلا بما عليه فأما أبجر فأفلت وأما الحطم فإنه بعل ودهش وطار فؤاده فقام إلى فرسه والمسلمون خلالهم يجوسونهم ليركبه فلما وضع رجله في الركاب انقطع به فمر به عفيف بن المنذر أحد بنى عمرو بن تميم والحطم يستغيث ويقول ألا رجل من بنى قيس بن ثعلبة يعقلني فرفع صوته فعرف صوته فقال أبو ضبيعة قال نعم قال أعطني رجلك أعقلك فأعطاه رجله يعقله فنفحها فأطنها من الفخذ وتركه فقال أجهز على فقال إني أحب أن لا تموت حتى أمضك وكان مع عفيف عدة من ولد أبيه فأصيبوا ليلتئذ وجعل الحطم لا يمر به في الليل أحد من المسلمين إلا قال هل لك في الحطم أن تقتله ويقول ذاك لمن لا يعرفه حتى مر به قيس بن عاصم فقال له ذلك فمال عليه فقتله فلما رأى فخذه نادرة قال وا سوأتاه لو علمت الذي به لم أحركه وخرج المسلمون بعد ما أحرزوا الخندق على القوم يطلبونهم فاتبعوهم فلحق قيس بن عاصم أبجر وكان فرس أبجر أقوى من فرس قيس فلما خشى أن يفوته طعنه في العرقوب فقطع العصب وسلم النساء فكانت رادة وقال عفيف بن المنذر فإن يرقا العرقوب لا يرقأ النساء * وما كل من يهوى بذلك عالم ألم تر أنا قد فللنا حماتهم * بأسرة عمرو والرباب الأكارم وأسر عفيف بن المنذر الغرور بن سويد فكلمته الرباب فيه وكان أبوه ابن أخت التيم وسألوه أن يجيره فقال للعلاء إني قد أجرت هذا قال ومن هذا قال الغرور قال أنت غررت هؤلاء قال أيها الملك انى لست بالغرور ولكني المغرور قال أسلم فأسلم وبقى بهجر وكان اسمه الغرور وليس بلقب وقتل عفيف المنذر بن سويد ابن المنذر وأصبح العلاء فقسم الأنفال ونفل رجالا من أهل البلاء ثيابا فكان فيمن نفل عفيف بن المنذر وقيس بن عاصم وثمامة بن أثال فأما ثمامة فنفل ثيابا
(٥٢٥)