على البلقاء من علياء الشأم * وحدثني عمر بن شيبة عن علي بن محمد بالاسناد الذي ذكرت قبل عن شيوخه الذين مضى ذكرهم قال ثم وجه أبو بكر الجنود إلى الشأم أول سنة ثلاث عشرة فأول لواء عقده لواء خالد بن سعيد بن العاصي ثم عزله قبل أن يسيره وولى يزيد بن أبي سفيان فكان أول الامراء الذين خرجوا إلى الشأم وخرجوا في سبعة آلاف (قال أبو جعفر) وكان سبب عزل أبى بكر خالد بن سعيد فيما ذكر ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن خالدا بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته شهرين يقول قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يعزلني حتى قبضه الله وقد لقى علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان فقال يا بنى عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلما يحفلها عليه وأما عمر فاضطغنها عليه ثم بعث أبو بكر الجنود إلى الشأم وكان أول من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد فأخذ عمر يقول أتؤمره وقد صنع ما صنع وقال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وأمر يزيد بن أبي سفيان (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن مبشر بن فضيل عن جبير بن صخر حارس النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال كان خالد بن سعيد بن العاصي باليمن زمن النبي صلى الله عليه وسلم وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بها وقدم بعد وفاته بشهر وعليه جبة ديباج فلقى عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فصاح عمر بمن يليه مزقوا عليه جبته أيلبس الحرير وهو في رجالنا في السلم مهجور فمزقوا جبته فقال خالد يا أبا الحسن يا بنى عبد مناف أغلبتم عليها فقال علي عليه السلام أمغالبة ترى أم خلافة قال لا يغالب على هذا الامر أولى منكم يا بنى عبد مناف وقال عمر لخالد فض الله فاك والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلت ثم لا يضر إلا نفسه فأبلغ عمر أبا بكر مقالته فلما عقد أبو بكر الألوية لقتال أهل الردة عقد له فيمن عقد فنهاه عنه عمر وقال إنه لمخذول وإنه لضعيف التروية ولقد كذب كذبة لا يفارق الأرض مدل بها وخائض فيها فلا يستنصر به فلم يحتمل أبو بكر عليه وجعله ردءا بتيماء أطاع عمر في بعض أمره وعصاه في بعض * كتب
(٥٨٦)