فزحفا لخالد وخرج ابن الحدرجان وابن الأيهم إلى عياض فاقتتلوا فهزم الله الجودي ووديعة على يدي خالد وهزم عياض من يليه وركبهم المسلمون فأما خالد فإنه أخذ الجودي أخذا وأخذ الأقرع بن حابس وديعة وأرز بقية الناس إلى الحصن فلم يحملهم فلما امتلا الحصن أغلق من في الحصن الحصن دون أصحابهم فبقوا حوله حرداء وقال عاصم بن عمرو يا بنى تميم حلفاؤكم كلب آسروهم وأجيروهم فإنكم لا تقدرون لهم على مثلها ففعلوا وكان سبب نجاتهم يومئذ وصية عاصم بنى تميم بهم وأقبل خالد على الذين أرزوا إلى الحصن فقتلهم حتى سد بهم باب الحصن ودعا خالد بالجودي فضرب عنقه ودعا بالأسرى فضرب أعناقهم إلا أسارى كلب فإن عاصما والأقرع وبنى تميم قالوا قد آمناهم فأطلقهم لهم خالد وقال مالي ولكم أتحفظون أمر الجاهلية وتضيعون أمر الاسلام فقال له عاصم لا تحسدهم العافية ولا يحوزهم الشيطان ثم أطاف خالد بالباب فلم يزل عنه حتى اقتلعه واقتحموا عليهم فقتلوا المقاتلة وسبوا الشرخ فأقاموهم فيمن يزيد فاشترى خالد ابنة الجودي وكانت موصوفة وأقام خالد بدومة ورد الأقرع إلى الأنبار ولما رجع خالد إلى الحيرة وكان منها قريبا حيث يصبحها أخذ القعقاع أهل الحيرة بالتقليس فخرجوا يتلقونه وهم يقلسون وجعل بعضهم يقول لبعض مروا بنا فهذا فرح الشر (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة والمهلب قالوا وقد كان خالد أقام بدومة فظن الأعاجم به وكاتبهم عرب الجزيرة غضبا لعقة فخرج زرمهر من بغداد ومعه روزبه يريدان الأنبار واتعد حصيدا والخنافس فكتب الزبرقان وهو على الأنبار إلى القعقاع ابن عمرو وهو يومئذ خليفة خالد على الحيرة فبعث القعقاع أعبد بن فدكي السعدي وأمره بالحصيد وبعث عروة بن الجعد البارقي وأمره بالخنافس وقال لهما إن رأيتما مقدما فأقدما فخرجا فحالا بينهما وبين الريف وأغلقاهما وانتظر روزبه وزرمهر بالمسلمين اجتماع من كاتبهما من ربيعة وقد كانوا تكاتبوا واتعدوا فلما رجع خالد من دومة إلى الحيرة على الظهر وبلغه ذلك وقد عزم على مصادمة أهل المدائن كره خلاف أبى بكر وأن يتعلق عليه بشئ فعجل القعقاع بن عمرو وأبا ليلى بن فدكي
(٥٧٩)