ولكن نفسي تأخرت فأكرمه الله بالشهادة (وقال سهل) قال ما جاء بك وقد هلك زيد الا وأريت وجهك عنى فقال سأل الله الشهادة فأعطيها وجهدت أن تساق إلى فلم أعطها * كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف عن طلحة بن الأعلم عن عبيد بن عمير ان المهاجرين والأنصار جبنوا أهل البوادي وجبنهم أهل البوادي فقال بعضهم لبعض امتازوا كي نستحيا من الفرار اليوم ونعرف اليوم من أين نؤتى ففعلوا وقال أهل القرى نحن أعلم بقتال أهل القرى يا معشر أهل البادية منكم فقال لهم أهل البادية إن أهل القرى لا يحسنون القتال ولا يدرون ما الحرب فسترون إذا امتزتما من أين يجئ الخلل فامتازوا فما رؤى يوم كان أحد ولا أعظم نكاية مما رؤى يومئذ ولم يدر أي الفريقين كان أشد فيهم نكاية الا أن المصيبة كانت في المهاجرين والأنصار أكثر منها في أهل البادية وأن النقمة ابدا في الشدة ورمى عبد الرحمن بن أبي بكر المحكم بسهم فقتله وهو يخطب فنحره وقتل زيد بن الخطاب الرجال بن عنفوة * كتب إلى السرى عن شعيب عن سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن رجل من بنى سحيم قد شهدها مع خالد قال لما اشتد القتال وكانت يومئذ سجالا انما تكون مرة على المسلمين ومرة على الكافرين فقال خالد أيها الناس امتازوا لنعلم بلاء كل حي ولنعلم من أين نؤتى فامتاز أهل القرى والبوادي وامتازت القبائل من أهل البادية وأهل الحاضر فوقف بنو كل أب على رايتهم فقاتلوا جميعا فقال أهل البوادي يومئذ الان يستحر القتل في الأجذع الأضعف فاستحر القتل في أهل القرى وثبت مسيلمة ودارت رحاهم عليه فعرف خالد انها لا تركد الا بقتل مسيلمة ولم تحفل بنو حنيفة بقتل من قتل منهم ثم برز خالد حتى إذا كان امام الصف دعا إلى البراز وانتمى وقال انا ابن الوليد العود انا ابن عامر وزيد ونادى بشعارهم يومئذ وكان شعارهم يومئذ يا محمداه فجعل لا يبرز له أحد إلا قتله وهو يرتجز أنا ابن أشياخ وسيفي السخت * أعظم شئ حين يأتيك النفت ولا يبرز له شئ إلا أكله ودارت رحى المسلمين وطحنت ثم نادى خالد حين
(٥١٣)