لأعرف وجوه بنى عبد المطلب عند الموت فاذهب إلى رسول الله فسله فيمن يكون هذا الامر فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا أمر به فأوصى بنا قال علي والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا والله لا أسألها رسول الله أبدا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عبد الله بن عباس قال خرج يومئذ علي ابن أبي طالب على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه غير أنه قال في حديثه أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله كما كنت أعرفه في وجوه بنى عبد المطلب فانطلق بنا إلى رسول الله فإن كان هذا الامر فينا علمنا وإن كان في غيرنا أمرنا فأوصى بنا الناس وزاد فيه أيضا فتوفى رسول الله حين اشتد الضحى من ذلك اليوم * حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال حدثنا أبي عن عروة عن عائشة قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغوا على من سبع قرب من سبع آبار شتى لعلى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم * قال محمد عن محمد بن جعفر عن عروة عن عائشة قالت فصببنا عليه من سبع قرب فوجد راحة فخرج فصلى بالناس وخطبهم واستغفر للشهداء من أصحاب أحد ثم أوصى بالأنصار خيرا فقال أما بعد يا معشر المهاجرين إنكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم والأنصار عيبتي التي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم ثم قال إن عبدا من عباد الله قد خير بين ما عند الله وبين الدنيا فاختار ما عند الله فلم يفقهها إلا أبو بكر ظن أنه يريد نفسه فبكى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبا بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبى بكر فإني لا أعلم امرءا أفضل يدا في الصحابة من أبى بكر * حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا سفيان قال حدثنا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فقال لا تلدوني فقلنا كراهية المريض الدواء فلما أفاق قال لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم
(٤٣٧)