حتى يجمع الله بيننا عنده * وحدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال حدثني عمى عبد الله بن وهب قال حدثنا مالك عن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر ثم قال فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله قال فتعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله عن عبد يخير ويقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا قال فكان رسول الله هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمن الناس على في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الاسلام لا تبق خوخة في المسجد الا خوخة أبى بكر * حدثني محمد بن عمر بن الصباح الهمداني قال حدثنا يحيى بن عبد الرحمن قال حدثنا مسلم بن جعفر البجلي قال سمعت عبد الملك بن الأصبهاني عن خلاد الأسدي قال قال عبد الله بن مسعود نعى إلينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا وشدد فدمعت عينه وقال مرحبا بكم رحمكم الله آواكم الله حفظكم الله رفعكم الله نفعكم الله وفقكم الله نصركم الله سلمكم الله رحمكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم وأستخلفه عليكم وأؤديكم إليه انى لكم نذير وبشير لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكم تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين وقال أليس في جهنم مثوى للمتكبرين فقلنا متى أجلك قال قد دنا الفراق والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى قلنا فمن يغسلك يا نبي الله قال أهلي الأدنى فالأدنى قلنا ففيم نكفنك يا نبي الله قال في ثيابي هذه إن شئتم أو في بياض مصر أو حلة يمانية قلنا فمن يصلى عليك يا نبي الله قال مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا فبكينا وبكى النبي صلى الله عليه وسلم وقال إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ثم اخرجوا عنى ساعة فان أول من يصلى علي جليسي وخليلي جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنود كثيرة
(٤٣٥)