سعرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم وإني والله لا تمسكون على شيئا إني لم أحل لكم إلا ما أحل لكم القرآن ولم أحرم عليكم إلا ما أحرم عليكم القرآن فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه قال له أبو بكر يا نبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما نحب واليوم يوم ابنة خارجة فآتيها ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم حين دخل من المسجد فاضطجع في حجري فدخل علي رجل من آل أبي بكر في يده سواك أخضر * قالت فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يده نظرا عرفت أنه يريده فأخذته فمضغته حتى ألنته ثم أعطيته إياه قالت فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله ثم وضعه ووجدت رسول الله يثقل في حجري قالت فذهبت أنظر في وجهه فإذا نظره قد شخص وهو يقول بل الرفيق الاعلى من الجنة قالت قلت خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق قالت وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه عباد قال سمعت عائشة تقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري وفى دوري ولم أظلم فيه أحدا فمن سفهي وحداثة سنى أن رسول الله قبض وهو في حجري ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي ذكر الأخبار الواردة باليوم الذي توفى فيه رسول الله ومبلغ سنه يوم وفاته صلى الله عليه وسلم (قال أبو جعفر) أما اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا خلاف بين أهل العلم بالاخبار فيه أنه كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول غير أنه اختلف في أي الاثانين كان موته صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم في ذلك ما حدثت عن هشام بن محمد بن السائب عن أبي مخنف قال حدثنا
(٤٤١)