فقال إني رأيت البارحة فيما يرى النائم أن في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمامة وصاحب اليمن وقد بلغني أن أقواما يقولون في إمارة أسامة ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقا للامارة وإنه لخليق لها فأنفذوا بعد أسامة وقال لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد فخرج أسامة فضرب بالجرف وأنشأ الناس في العسكر ونجم طليحة وتمهل الناس وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستتم الامر ينظرون أولهم آخرهم حتى توفى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم * كتب إلى السرى بن يحيى يقول حدثنا شعيب بن إبراهيم التميمي عن سيف بن عمر قال حدثنا سعيد بن عبيد أبو يعقوب عن أبي ماجد الأسدي عن الحضرمي بن عامر الأسدي قال سألته عن أمر طليحة بن خويلد فقال وقع بنا الخبر بوجع النبي صلى الله عليه وسلم ثم بلغنا أن مسيلمة قد غلب على اليمامة وأن الأسود قد غلب على اليمن فلم يلبث إلا قليلا حتى ادعى طليحة النبوة وعسكر بسميراء واتبعه العوام واستكثف أمره وبعث حبال ابن أخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الموادعة ويخبره خبره وقال حبال إن الذي يأتيه ذو النون فقال لقد سمى ملكا فقال حبال أنا ابن خويلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم قتلك الله وحرمك الشهادة * وحدثني عبيد الله بن سعيد قال أخبرنا عمى يعقوب قال أخبرنا سيف قال وحدثنا سعيد بن عبيد عن حريث بن المعلى أن أول من كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبر طليحة سنان بن أبي سنان وكان على بنى مالك وكان قضاعى بن عمرو على بنى الحارث * حدثنا عبيد الله بن سعيد قال أخبرنا عمى قال أخبرنا سيف قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه قال حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسل قال فأرسل إلى نفر من الأبناء رسولا وكتب إليهم أن يحاولوه وأمرهم أن يستنجدوا رجالا قد سماهم من بنى تميم وقيس وأرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم ففعلوا ذلك وانقطعت سبل المرتدة وطعنوا في نقصان وأغلقهم واشتغلوا في أنفسهم فأصيب الأسود في حياة رسول الله صلى الله عليه
(٤٣١)