ذلك إلى الغوث بن مر وهو صوفة فكانت إذا كانت الإجازة قالت العرب أجيزى صوفة والثانية الإفاضة من جمع غداة النحر إلى منى فكان ذلك إلى بنى زيد بن عدوان فكان آخر من ولى ذلك منهم أبو سيارة عميلة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن وابش بن زيد والثالثة النسئ للشهور الحرم فكان ذلك إلى القلمس وهو حذيفة بن فقيم بن عدي من بنى مالك بن كنانة ثم بنيه حتى صار ذلك إلى آخرهم أبى ثمامة وهو جنادة بن عوف بن أمية بن قلع بن حذيفة وقام عليه الاسلام وقد عادت الحرم إلى أصلها فأحكمها الله وأبطل النسئ فلما كثرت معد تفرقت فذلك قول مهلهل غنيت دارنا تهامة في الدهر * وفيها بنو معد حلولا وأما قريش فلم يفارقوا مكة فلما حفر عبد المطلب زمزم وجد الغزالين غزالي الكعبة اللذين كانت جرهم دفنتهما فيه فاستخرجهما وكان من أمره وأمرهما ما قد ذكرت في موضع ذلك فيما مضى من هذا الكتاب قبل (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق) قال وكان الذي وجد عنده الكنز دويك مولى لبنى مليح ابن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده من بينهم وكان ممن اتهم في ذلك الحارث ابن عامر بن نوفل وأبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد التميمي وكان أخا الحارث ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف لامه وأبو لهب بن عبد المطلب وهم الذين تزعم قريش انهم وضعوا كنز الكعبة حين أخذوه عند دويك مولى بنى مليح فلما اتهمتهم قريش دلوا على دويك فقطع ويقال هم وضعوه عنده وذكروا أن قريشا حين استيقنوا بأن ذلك كان عند الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خرجوا به إلى كاهنة من كهان العرب فسجعت عليه من كهانتها بأن لا يدخل مكة عشر سنين بما استحل من حرمة الكعبة فزعموا أنهم أخرجوه من مكة فكان فيما حولها عشر سنين وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها وكان بمكة رجل قبطي نجار فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها وكانت حية تخرج من بئر الكعبة
(٣٩)