التي نكحها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هدمت قريش الكعبة بعشر سنين ثم بنتها وذلك في قول ابن إسحاق في سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله صلى عليه وسلم وكان سبب هدمهم إياها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق أن الكعبة كانت رضمة فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها وذلك أن نفرا من قريش وغيرهم سرقوا كنز الكعبة وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة وكان أمر غزالي الكعبة فيما حدثت عن هشام بن محمد عن أبيه أن الكعبة كانت رفعت حين غرق قوم نوح فأمر الله إبراهيم خليله عليه السلام وابنه إسماعيل أن يعيدا بناء الكعبة على أسها الأول فأعادا بناءها كما أنزل في القرآن " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " فلم يكن له ولاة منذ زمن نوح عليه السلام وهو مرفوع ثم أمر الله عز وجل إبراهيم أن ينزل ابنه إسماعيل البيت لما أراد الله من كرامة من أكرمه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فكان إبراهيم خليل الرحمن وابنه إسماعيل يليان البيت بعد عهد نوح ومكة يومئذ بلاقع ومن حول مكة يومئذ جرهم والعماليق فنكح إسماعيل عليه السلام امرأة من جرهم فقال في ذلك عمرو بن الحارث بن مضاض وصاهرنا من أكرم الناس والدا * فأبناؤه منا ونحن الأصاهر فولى البيت بعد إبراهيم إسماعيل وبعد إسماعيل نبت وأمه الجرهمية ثم مات نبت ولم يكثر ولد إسماعيل فغلبت جرهم على ولاية البيت فقال عمرو بن الحارث بن مضاض وكنا ولاة البيت من بعد نابت * نطوف بذاك البيت والخير ظاهر فكان أول من ولى من جرهم البيت مضاض ثم وليته بعده بنوه كابرا عن كابر حتى بغت جرهم بمكة واستحلوا حرمتها وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها وظلموا من دخل مكة ثم لم يتناهوا حتى جعل الرجل منهم إذا لم يجد مكانا يزنى فيه يدخل الكعبة فزنى فزعموا أن أسافا بغى بنائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين وكانت مكة في الجاهلية لا ظلم ولا بغى فيها ولا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه فكانت تسمى الناسة وتسمى بكة كانت تبك أعناق البغايا إذا بغوا فيها والجبابرة قال ولما
(٣٧)