خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من بنى تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطى الناس فقال يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله أجل فكيف رأيت قال لم أرك عدلت فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألا نقتله فقال لا دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شئ ثم في الفوق فلا يوجد شئ سبق الفرث والدم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي مثل ذلك وسماه ذا الخويصرة التميمي (قال أبو جعفر) وقد روى عن أبي سعيد الخدري أن الذي كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام إنما كلمه في مال كان علي عليه السلام بعثه من اليمن إلى رسول الله فقسمه بين جماعة منهم عيينة بن حصن والأقرع وزيد الخيل فقال حينئذ ما ذكر عن ذي الخويصرة أنه قاله رجل حضره * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد معه حنينا قال والله إني لأسير إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة لي وفى رجلي نعل غليظة إذ زحمت ناقتي ناقة رسول الله ويقع حرف نعلي على ساق رسول الله فأوجعه قال فقرع قدمي بالسوط وقال أوجعتني فأخر عني فانصرفت فلما كان من الغد إذا رسول الله يلتمسني قال قلت هذا والله لما كنت أصبت من رجل رسول الله بالأمس قال فجئته وأنا أتوقع فقال لي إنك قد أصبت رجلي بالأمس فأوجعتني فقرعت قدمك بالسوط فدعوتك لأعوضك منها فأعطاني ثمانين نعجة بالضربة التي ضربني * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال لما أعطى
(٣٦٠)