بينهم ألا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب وقد بايعوا وأسلموا * وحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي أن عمرو بن أمية أخا بنى علاج كان مهاجرا لعبد يا ليل ابن عمرو الذي بينهما سيئ وكان عمرو بن أمية من أدهى العرب فمشى إلى عبد يا ليل ابن عمرو حتى دخل عليه داره ثم أرسل إليه أن عمرو بن أمية يقول لك اخرج إلى قال عبد يا ليل للرسول ويحك أعمرو أرسلك قال نعم وهو ذا واقف في دارك فقال إن هذا لشئ ما كنت أظنه لعمرو كان أمنع في نفسه من ذلك فلما رآه رحب به وقال عمرو إنه قد نزل بنا أمر ليست معه هجرة إنه قد كان من أمر هذا الرجل ما قد رأيت وقد أسلمت العرب كلها وليست لكم بحربهم طاقة فانظروا في أمركم فعند ذلك ائتمرت ثقيف بينها وقال بعضهم لبعض ألا ترون أنه لا يأمن لكم سرب ولا يخرج منكم أحد إلا اقتطع به فائتمروا وأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كما أرسلوا عروة فكلموا عبد يا ليل بن عمرو بن عمير وكان في سن عروة بن مسعود وعرضوا ذلك عليه فأبى أن يفعل وخشي أن يصنع به إذا رجع كما يصنع بعروة فقال لست فاعلا حتى تبعثوا معي رجالا فأجمعوا على أن يبعثوا معه رجلين من الاحلاف وثلاثة من بنى مالك فيكونوا ستة عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان أخو بنى يسار وأوس بن عوف أخو بنى سالم ونمير بن خرشة بن ربيعة أخو بلحارث وبعثوا من الاحلاف مع عبد يا ليل الحكم بن عمرو بن وهب بن معتب وشرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب فخرج بهم عبد يا ليل وهو ناب القوم وصاحب أمرهم ولم يخرج بهم إلا خشية من مثل ما صنع بعروة بن مسعود ليشغل كل رجل منهم إذا رجعوا إلى الطائف رهطه فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة لقوا بها المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركاب أصحاب رسول الله وكانت رعيتها نوبا على أصحابه فلما رآهم المغيرة ترك الركاب وضبر يشتد ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومهم عليه فلقيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه قبل أن يدخل على رسول الله فأخبره
(٣٦٤)