ثلثمائة وعلينا أبو عبيدة بن الجراح فأصابنا فكنا نأكل الخبط ثلاثة أشهر فخرجت دابة من البحر يقال لها العنبر فمكثنا نصف شهر نأكل منها ونحر رجل من الأنصار جزائر ثم نحر من الغد كذلك فنهاه أبو عبيدة فانتهى قال عمرو بن دينار وسمعت ذكوان أبا صالح قال إنه قيس بن سعد قال عمرو وحدثني بكر ابن سوادة الجذامي عن أبي جمرة عن جابر بن عبد الله نحو ذلك إلا أنه قال جهدوا وقد كان عليهم قيس بن سعد ونحر لهم تسع ركائب وقال بعثهم في بعص من وراء البحر وإن البحر ألقى إليهم دابة فمكثوا عليها ثلاثة أيام يأكلون منها ويقددون ويغرفون شحمه فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك من أمر قيس بن سعد فقال رسول الله إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت وقال في الحوت لو نعلم أنا نبلغه قبل أن يروح لأحببنا أن لو كان عندنا منه شئ ولم يذكر الخبط ولا شيئا سوى ذلك * حدثنا ابن المثنى قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يخبر قال زودنا النبي صلى الله عليه وسلم جرابا من تمر فكان يقبض لنا أبو عبيدة قبضة قبضة ثم تمرة تمرة فنمصها ونشرب عليها الماء إلى الليل حتى نفد ما في الجراب فكنا نجني الخبط فجعنا جوعا شديدا قال فألقى لنا البحر حوتا ميتا فقال أبو عبيدة جياع كلوا فأكلنا وكان أبو عبيدة ينصب الضلع من أضلاعه فيمر الراكب على بعيره تحته ويجلس النفر الخمسة في موضع عينه فأكلنا وأدهنا حتى صلحت أجسامنا وحسنت شحماتنا فلما قدمنا المدينة قال جابر فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله عز وجل لكم معكم منه شئ وكان معنا منه شئ فأرسل إليه بعض القوم فأكل منه (قال الواقدي) وإنما سميت غزوة الخبط لانهم أكلوا الخبط حتى كان أشداقهم أشداق الإبل العضهة قال وفيها كانت سرية وجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان أميرها أبو قتادة * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم عن عبد الله ابن أبي حدرد الأسلمي قال تزوجت امرأة من قومي فأصدقتها مائتي درهم فجئت
(٣١٦)