أنصاب الحرم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن رجل من بنى الديل قال كان بنو الأسود يودون في الجاهلية ديتين ديتين ونودي دية دية لفضلهم فبينا بنو بكر وخزاعة على ذلك حجز بينهم الاسلام وتشاغل الناس به فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش كان فيما شرطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرط لهم كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم وغيره من علمائنا أنه من أحب أن يدخل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدهم دخل فيه فدخلت بنو بكر في عقد قريش ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كانت تلك الهدنة اغتنمتها بنو الديل من بنى بكر من خزاعة وأرادوا أن يصيبوا منهم بأولئك النفر الذين أصابوا منهم ببنى الأسود بن رزن فخرج نوفل بن معاوية الديلي في بنى الديل وهو يومئذ قائدهم ليس كل بنى بكر تابعه حتى بيت خزاعة وهم على الوتير ماء لهم فأصابوا منهم رجلا وتحاوزوا واقتتلوا ورفدت قريش على بنى بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا حتى حازوا خزاعة إلى الحرم (قال الواقدي) كان ممن أعان من قريش بنى بكر على خزاعة ليلتئذ بأنفسهم متنكرين صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو مع عيرهم وعبيدهم (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق) قال فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة إنه لا إله له اليوم يا بنى بكر أصيبوا ثأركم فلعمري انكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه وقد أصابوا منهم ليلة بيتوهم بالوتير رجلا يقال له منبه وكان منبه رجلا مفودا خرج هو ورجل من قومه يقال له تميم بن أسد فقال له منبه يا تميم انج بنفسك فأما أنا فوالله إني لميت قتلوني أو تركوني لقد انبت فؤادي فانطلق تميم فأفلت وأدركوا منبها فقتلوه فلما دخلت خزاعة مكة لجؤا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولى
(٣٢٤)