كانت في شوال من السنة الثانية من الهجرة قال الزهري عن عروة نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليهما وسلم بهذه الآية (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) فلما فرغ جبريل عليه السلام من هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أخاف من بنى قينقاع قال عروة فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية قال الواقدي وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يطلع منهم أحد ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتفوا وهو يريد قتلهم فكلمه فيهم عبد الله بن أبي (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة) قال فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقام إليه عبد الله ابن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالى وكانوا حلفاء الخزرج فأبطأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أحسن في موالى فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم * قال فأدخل يده في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا في وجهه ظلالا يعنى تلونا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن إلى موالى أربعمائة حاسر وثلثمائة دارع قد منعوني من الأسود والأحمر تحصدهم في غداة واحدة وإني والله لا آمن وأخشى الدوائر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك (قال أبو جعفر) وقال محمد بن عمر في حديثه عن محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم فأرسلوهم ثم أمر بإجلائهم وغنم الله عز وجل رسوله والمسلمين ما كان لهم من مال ولم تكن لهم أرضون إنما كانوا صاغة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم سلاحا كثيرا وآلة صياغتهم وكان الذي ولى إخراجهم من المدينة بذراريهم عبادة بن الصامت فمضى بهم حتى بلغ بهم ذباب وهو يقول الشرف إلا بعد الأقصى فالأقصى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر (قال أبو جعفر) وفيها كان أول خمس خمسه رسول الله
(١٧٣)