حبلا من ملوك حمير فاختلفوا بذلك السبب إلى اليمن فجبر الله بهم قريشا فسموا المجبرين * وقيل إن عبد شمس وهاشما توأمان وإن أحدهما ولد قبل صاحبه وأصبع له ملتصقة بجبهة صاحبه فنحيت عنها فسال من ذلك دم فتطير من ذلك فقيل تكون بينهما دماء وولى هاشم بعد أبيه عبد مناف السقاية والرفادة * حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا هشام بن محمد قال حدثني معروف بن الخربوذ المكي قال حدثني رجل من آل عدى بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف عن أبيه قال وقال وهب بن عبد قصي في ذلك يعنى في إطعام هاشم قومه الثريد تحمل هاشم ما ضاق عنه * وأعيا أن يقوم به ابن بيض أتاهم بالغرائر متأقات * من ارض الشأم بالبر النفيض فأوسع أهل مكة من هشيم * وشاب الخبز باللحم الغريض فظل القوم بين مكللات * من الشيزى وحائرها يفيض قال فحسده أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان ذا ما فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه فشمت به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة فكره هاشم ذلك لسنه وقدره ولم تدعه قريش واحفظوه قال فانى أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة والجلاء عن مكة عشر سنين فرضى بذلك أمية وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي فنفر هاشما عليه فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها من حضره وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية * حدثني الحارث قال حدثنا محمد ابن سعد قال أخبرنا هشام بن محمد قال أخبرني رجل من بنى كنانة يقال له ابن أبي صالح ورجل من أهل الرقة مولى لبنى أسد وكان عالما قالا تنافر عبد المطلب بن هاشم وحرب ابن أمية إلى النجاشي الحبشي فأبى أن ينفر بينهما فجعل بينهما نفيل ابن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فقال لحرب يا أبي عمرو أتنافر رجلا هو أطول منك قامة وأعظم منك هامة وأوسم منك وسامة وأقل منك لامة وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا وأطول
(١٣)