حيث أراد فما صنعت بعدي قال زوجني أبى آمنة بنت وهب فأقمت عندها ثلاثا فأنشأت فاطمة بنت مر تقول:
إني رأيت محيلة لمعت * فتلألأت بحناتم القطر فلمأتها نورا يضئ له * ما حوله كإضاءة البدر فرجوتها فخرا أبوء به * ما كل قادح زنده يورى لله ما زهرية سلبت * ثوبيك ما استلبت وما تدرى وقالت أيضا:
بني هاشم قد غادرت من أخيكم * أمينة إذ للباه يعتركان كما غادر المصباح عند خموده * فتائل قد ميهت له بدهان وما كل ما يحوى الفتى من تلاده * لعزم ولا ما فاته لتوان فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه * سيكفيكه جدان يعتلجان سيكفيكه إما يد مقفعلة * وإما يد مبسوطة ببنان ولما حوت منه أمينة ما حوت * حوت منه فخرا ما لذلك ثان * حدثني الحارث بن محمد قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا معمر وغيره عن الزهري أن عبد الله بن عبد المطلب كان أجمل رجال قريش فذكر لآمنة بنت وهب جماله وهيئته وقيل لها هل لك أن تزوجيه فتزوجته آمنة بنت وهب فدخل بها وعلقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه أبوه إلى المدينة في ميرة يحمل لهم تمرا فمات بالمدينة فبعث عبد المطلب ابنه الحارث في طلبه حين أبطأ فوجده قد مات * قال الواقدي هذا غلط والمجتمع عليه عندنا في نكاح عبد الله بن عبد المطلب ما حدثنا به عبد الله بن جعفر الزهري عن أم بكر بنت المسور أن عبد المطلب جاء بابنه عبد الله فخطب على نفسه وعلى ابنه فتزوجا في مجلس واحد فتزوج عبد المطلب هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة * قال الحارث