خبلوا يا أمير المؤمنين فاستطيروا لان بتلك المدينة جنا قد وكلوا بها، قال: فمن أولئك الذين كانوا يخرجون من تلك الحباب ويطيرون؟ قال: أولئك الجن الذين حبسهم سليمان بن داود، عليه السلام، في البحار.
مدينة نسف: وقد ذكرنا نسف في موضعها، ينسسب إليها جماعة، منهم: أبو محمد حامد بن شاكر ابن سورة بن ونوشان الوراق المديني النسفي، رجل ثقة جليل، روى عن محمد بن إسماعيل البخاري الجامع الصحيح، وروى عن أبي موسى الترمذي وغيرهما، سمع منه أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي كتاب الصحيح، ومات سنة 311 في ذي القعدة.
مدينة نيسابور: فهذه ومدينة مرو ومدينة سمرقند ليست بأعلام فيما أحسب إنما هي واحد من الجنس غلب على المنسوبين إليها للتمييز بينهم وبين من هم من الرستاق فأما الباقي فهي أعلام لا تعرف إلا بذلك، وقد نسب إلى هذه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمارة المديني، سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيرهما، ومحمد بن نعيم بن عبد الله أبو بكر النيسابوري المديني، سمع قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وغيرهما، روى عنه من الاقران محمد بن إسماعيل البخاري وأبو العباس السراج وبعدهما أبو حامد بن الشرقي ومكي ابن عبدان، وسليمان بن محمد بن ناجية المديني، روى عن أحمد بن سلمة النيسابوري، ومحمد بن محمد بن سعد بن أيوب أبو الحسن المديني، سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج، روى عنه والذي قبله الحاكم أبو عبد الله.
مدينة يثرب: قال المنجمون: طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف، وعرضها عشرون درجة و، وهي في الاقليم الثاني، وهي مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، نبدأ أولا بصفتها مجملا ثم نفصل، أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة، وهي في حرة سبخة الأرض ولها نخيل كثيرة ومياه، ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد، وللمدينة سور والمسجد في نحو وسطها، وقبر النبي، صلى الله عليه وسلم، في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، وقبر أبي بكر وقبر عمر، والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلى النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي كان يصلي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد خارج المدينة من شرقيها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة، وهي شبيهة بالقرية، وأحد جبل في شمال المدينة، وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين، وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة، ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع، والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيها، وبها مسجد جامع، غير أن أكثر هذه الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية آبار العقيق، ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: المديني هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها، والمدني الذي تحول عنها وكان منها، والمشهور عندنا أن النسبة إلى مدينة الرسول مدني مطلقا وإلى غيرها من المدن مديني للفرق لا لعلة أخرى، وربما رده بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مديني، وقال