النرز الاستخفاء، ونرز: موضع، عن الأزهري.
نرس: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره سين مهملة: وهو نهر حفره نرسى بن بهرام بن بهرام بن بهرام بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات عليه عدة قرى قد نسب إليه قوم والثياب النرسية منه، وقيل:
نرس قرية كان ينزلها الضحاك بيوراسب ببابل وهذا النهر منسوب إليها ويسمى بها، وممن ينسب إليها أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي المعروف بأبي، سمع الشريف أبا عبد الله عبد الرحمن الحسني ومحمد ابن إسحاق بن فرويه، روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي وهو من شيوخه، ومما رواه عنه نصر بن محمد بن الجاز عن محمد بن أحمد التميمي أنبأنا أحمد بن علي الذهبي أن المنذر بن محمد أنشده لعبيد الله بن يحيى الجعفي قال:
يا ضاحك السن ما أولاك بالحزن * وبالفعال الذي يجزى به الحسن أما ترى النقص في سمع وفي بصر، * ونكبة بعد أخرى من يد الزمن وناعيا لأخ قد كنت تألفه * قد كان منك مكان الروح في البدن أخنت عليه يد للموت مجهزة، * لم يثنها سكن مذ كان عن سكن فغادرته صريعا في أحبته، * يدعى له بحنوط الترب والكفن كأنه حين يبكى في قرائبه * وفي ذوي وده الأدنين لم يكن من ذا الذي بان عن إلف وفارقه * ولم يحل بعده غدرا ولم يخن؟
ما للمقيم صديق في ثرى جدث، * ولا رأينا حزينا مات من حزن قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر:
وكان أبي شيخا ثقة مأمونا فهما للحديث عارفا بما يحدث كثير التلاوة للقرآن بالليل، سمع من مشايخ الكوفة وهو كبير بنفسه وكتب من الحديث شيئا كثيرا ودخل بغداد سنة 445 فسمع بها من شيوخ الوقت وسافر إلى الحجاز والشام وسمع بها الحديث أيضا وكان يجئ إلى بغداد منذ سنة 478 كل سنة في رجب فيقيم بها شهر رمضان ويسمع فيه الحديث وينسخ للناس بالأجرة ويستعين بها على الوقت، وكان ذا عيال، وكان مولده على ما أخبرنا به في شهر شوال سنة 424، وأول ما سمع الحديث في سنة 42 من الشريف أبي عبد الله العلوي بالكوفة، وبلغ من العمر ستا وثمانين سنة ومتعه الله بجوارحه إلى حين مماته، قال: وسمعت أبا عامر العبدري يقول: قدم علينا أبي في بعض قدماته فقرئ عليه جزء من حديثه ولم يكن أصله معه حاضرا وكان في آخره حديث فقال: ليس هذا الحديث في أصلي فلا تسمعوا علي الجزء، ثم ذهب إلى الكوفة فأرسل بأصله إلى بغداد، فلم يكن الحديث فيه على كثرة ما كان عنده من الحديث، وكان أبو عامر يقول: بأبي يختم هذا الشأن.
نرسيان: ناحية بالعراق بين الكوفة وواسط، لها ذكر في الفتوح، ولعلها النرس أو غيرها، والله أعلم، وقال عامر بن عمرو:
ضربنا حماة النرسيان بكسكر * غداة لقيناهم ببيض بواتر وقرنا على الأيام والحرب لاقح * بجرد حسان أو ببزل غوابر وظلت بلال النرسيان وتمره * مباحا لمن بين الدبا والأصافر