الفوائد الحائرية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ٣٤٠
الجزئي، إذا لم يعتقد بإسناده، ولم يسلم بأمره وقوله، ويستبد برأيه لا يحصل له ذلك الجزئي أبدا، ويكون في مرتبة قصوره باقيا دائما. هذا حال الطلبة، وأما المجتهد فهو أيضا لا بد من أن لا يستبد برأيه بمجرد أول نظرة، بل يتردد، ويتأمل.
الخامس: أن لا يكون له حدة ذهن زائدة، بحيث لا يقف ولا يجزم بشئ مثل أصحاب الجربزة. (1) السادس: أن لا يكون بليدا لا يتفطن بالمشكلات والدقائق، ويقبل كلما يسمع، ويميل مع كل قائل، بل لا بد فيه من حذاقة وفطنة، يعرف الحق من الباطل، ويرد الفروع إلى الأصول، ويدري في كل فرع يوجد ويبتلى به أنه من أي أصل يؤخذ ويجري مسائل أصول الفقه في الآيات والاخبار وغيرهما، ويدري موضع الجريان وقدره وكيفيته.
السابع: أن لا يكون مدة عمره متوغلا في الكلام، أو الرياضي، أو النحو، أو غير ذلك مما هو طريقته غير طريقة الفقه، ثم يشرع بعد ذلك في

(1) الجربز والقربز معربان عن (كربز) الفارسية كما في القاموس و شرحه وهما بمعنى واحد هو: الخب - ضد الغر - وهو الخداع المفسد - لسان العرب مادة: جربز وخبب - هذا أصل الجربزة في اللغة، ولكن لها في اصطلاح علماء الأخلاق معنى آخر - له صلة بالمعنى اللغوي - وهو: صفة من رذائل القوة العاقلة في جانب الافراط موجبة لخروج الذهن عن الاستقامة والاستقرار على شئ، بل لا يزال يستخرج أمورا دقيقة غير مطابقة للواقع، ويتجاوز عن الحق، ولا يستقر عليه، وربما أدى في العقليات إلى الالحاد وفساد الاعتقاد بل إلى نفي حقائق الأشياء كما في السوفسطائية وفي الشرعيات إلى الوسواس. (جامع السعادات للنراقي رحمه الله ج 1 ص 100، بتصرف).
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست