بسمه تعالى الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله المصطفى وآله الغر الميامين.
وبعد فإن الانسان انسان بفكره وثقافته. والأمم حية بحياة أفكارها وعلومها.
والعلماء هم أصحاب الدور الأسمى في قيادة الأمة والحفاظ على حياتها الفكرية واحياء تراثها العلمي وإثراه.
والأمة الاسلامية - بفضل ثقافة القرآن الإلهية وتربية الرسول الأعظم والمعصومين من آله - امتازت بعلماء فطاحل ومفكرين عظام، إرتووا من معين الحق الذي لا ينضب، وخلدتهم دروسهم بألسنتهم وأقلامهم بما جسدته كتبهم من ثقافتهم وأفكارهم.
وتراثنا العلمي الاسلامي الثر في مختلف الفنون خير شاهد على ما نقول، بالرغم من ضياع كثير مما حبرته أقلام علمائنا الكرام.
ومنذ سنوات، قامت مؤسسة النشر الاسلامي بمهمة احياء تراثنا العلمي العظيم في المجالات العلمية الاسلامية وكرست جهودها لابرازه بما يتناسب وروح العصر في عالمي الطباعة والتحقيق ونشره على صعيد يحفظه من الضياع والتلف. واليوم تقدم هذه المؤسسة للأمة الاسلامية والحوزات العملية خدمة جديدة وعطاء ثمينا لعظيم من علمائنا المحققين في علم أصول الفقه هو آية الله الشيخ المحقق الآغا ضياء الدين العراقي (قدس سره) صاحب الفكر الثاقب الذي ربى جيلا من العلماء العظام ومنهم تلميذه المدقق الحجة الشيخ محمد تقى البروجردي النجفي (قدس سره) فإنه بتقريراته هذه وقد أحيا دقائق أفكار أستاذه وأعان على حل معضلات بيانه.
ونشكر العلامة الجليل الحجة الشيخ محمد المؤمن والعلامة الجليل الحجة الشيخ محمد مهدى الآصفي على ما بذلاه من جهد وافر في هذا المجال بتهيئة النسخة المخطوطة وتصحيحها وبالتقديم لها فلله تعالى درهما وعلى الله أجرهما، ولهما منا ومن الأمة الاسلامية والحوزات العلمية جزيل الشكر. ونسأله تعالى ان يوفقهما وإيانا لمواصلة الدرب انه خير معين.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة (إيران) بسم الله الرحمن الرحيم