وهذا الكتاب هو أول كتاب من نوعه فإنه لم يؤلف في هذا الموضوع على نمطه كتاب من قبل - نعم لقد ألف علماء القراءات المتقدمون في رسم المصحف العثماني مؤلفات جليلة وحصروا مرسوم القرآن كلمة كلمة على هيئة ما كتبه الصحابة رضي الله عنهم بحيث لم يفهم شئ منه، الا انهم لم يبحثوا عنه كما بحثنا، ولم يقارنوا بين مرسومه كما قارنا - على اننا لا ندعي المعرفة أكثر منهم بل نمشي على ضوءهم مع ما يفتح الله به علينا من فضله الواسع فهو الفتاح العليم لا راد لفضله.
ولقد بسطنا القول في هذا الكتاب عن القرآن العظيم من جميع نواحيه بسطا وافيا ولم نتعرض للناسخ والمنسوخ ولا لوجوه القراءات وتراجم القراء لان كلا من ذلك فن مستقل بذاته يحتاج إلى مؤلف خاص، وجعلنا في ذيله هامشا لزيادة الايضاح وتمام الفائدة، وحصرناه في ستة أبواب وخاتمة تحت كل باب جملة فصول، وسميناه " تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه " نسأل الله الحي القيوم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به من طالعه بقلب سليم، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة ويسترنا في الدارين، ويجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين