الذين كتبوه بأمرنا عثمان وهذا إذا قاموا من قبورهم ولقد صدق من قال " كما أن للقرآن معجز في ذاته فخطه معجز أيضا " وإلى هذا المعنى أشار العلامة الشيخ محمد العاقب بن ما يأبى الشنقيطي دفين فاس رحمه الله تعالى بقوله.
والخط فيه معجز للناس * وحائد عن مقتضى القياس لا تهتدى لسره الفحول * ولا تحوم حوله العقول قد خصه الله بتلك المنزلة * دون جميع الكتب المنزلة ليظهر الاعجاز في المرسوم * منه كما في لفظه المنظوم والحقيقة ان تأليف كتابنا هذا هو من بركة كتابتنا للمصحف المذكور حيث كنا نتبع فيه الرسم العثماني كلمة كلمة، ولولاه لما كنا ندرك معنى الرسم العثماني ووجهة مخالفته لقواعد املائنا - وغاية ما كنا نعرف ان نحو * كتاب، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق وهارون، وسليمان،،، مكتوب في المصحف بغير ألف، اما غيرها فلا تقع أعيننا عليه لتعود ألسنتنا على القراءة الصحيحة - والسبب في عدم ملاحظتنا هيئة رسم الكلمات في المصحف هو عدم الاعتناء بتعليم القراءات وفن الرسم وعلم التجويد حتى اندثرت من غالب البلاد الاسلامية وربما كانت مصر هي الوحيدة في المحافظة على هذه العلوم.