تاريخ القرآن الكريم - محمد طاهر الكردي - الصفحة ٨٧
وفي نهاية القول المفيد. قال المحقق ابن الجزري ولا زلت أستشكل هذا الحديث (أي حديث ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف الخ) وأفكر فيه وأمعن النظر من نحو نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله على بما يمكن أن يكون صوابا إن شاء الله تعالى وذلك انى تتبعت القراءات صحيحها وضعيفها وشاذها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك - إما في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة نحو البخل باثنين ويحسب بوجهين - أو بتغيير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات - واما في الحروف بتغيير في المعنى لا في الصورة نحو تبلوا وتتلوا وعكس ذلك نحو بسطة وبصطة - أو بتغييرهما نحو أشد منكم ومنهم - واما في التقديم والتأخير نحو فيقتلون ويقتلون - أو في الزيادة والنقصان نحو ووصى وأوصى - فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها اه‍ كلامه (1)

(1) فمعنى قوله نحو البخل باثنين أي بقراءتين كآية " ويأمرون الناس بالبخل " في سورة النساء فقد قرئ بالبخل بضم الباء وسكون الخاء وقرئ بفتحهما، ومعنى قوله ويحسب بوجهين اي قرئ بفتح السين وكسرها كآية " يحسب أن ماله أخلده " ومعنى قوله أو بتغيير في المعنى فقط نحو " فتلقى آدم من ربه كلمات " أي قرئ برفع آدم على أنه فاعل ونصب كلمات على أنه مفعول به وقرئ بالعكس أي بنصب آدم على أنه مفعول وبرفع كلمات على أنه فاعل، ومعني قوله نحو تبلوا وتتلوا أي قرئ تعالى " هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت " بيونس بالتاء ثم بالباء قبل اللام وقرئ تتلوا بتاءين، ومعنى قوله نحو أشد منكم ومنهم اي قرئ قوله تعالى " كانوا هم أشد منهم قوة " بغافر أشد منهم وأشد منكم، ومعنى قوله واما في التقديم والتأخير نحو فيقتلون ويقتلون اي قرئ قوله تعالى " يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " بالتوبة الأول بالبناء للمعلوم والثاني للمجهول وقرئ بالعكس اه‍ أخذنا هذا البيان مشافهة عن الصالح المبارك الشيخ احمد التيجي عمدة قراء الحجاز بمكة المشرفة أطال الله حياته ونفع به الأمة آمين قال السيوطي في الاتقان قلت ومن أمثلة التقديم والتأخير قراءة الجمهور " كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " وقرأ ابن مسعود على قلب كل متكبر جبار اه‍
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست