في بطون قريش وبذلك جزم أبو على الأهوازي، وقال أيضا في كتاب المشكل ان الله امر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقرئ كل أمة بلغتهم وما جرت به عادتهم فالهذلي يقرأ عتى حين وغيره حتى حين والأسدي يعلمون وتعلمون وتسود وجوه وألم إعهد إليكم بكسر حرف المضارعة والتميمي يهمز والقرشي لا يهمز والآخر يقرأ قيل لهم وغيض الماء باشمام الضم مع الكسر وهذا يقرأ عليهم وفيهم بضم الهاء وهكذا وكل ذلك ثابت بالوحي المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم قال ابن قتيبة ولو أراد كل فريق من هؤلاء ان ينزل عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا ويافعا وكهلا لاشتد ذلك عليه وعظمت المحنة فيه ولا يمكنه الا بعد رياضة للنفس طويلة وتذليل للسان وقطع للعادة فأراد الله برحمته ولطفه ان يجعل له متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات كتيسيره عليهم في الدين اه وهذه اللغات والقراءة بها كانت موجودة ومعمولا بها إلى عهد عثمان رضي الله عنه فلما اختلطت قبائل العرب وعرف كل لغة الآخر وسهل على كل قبيلة النطق بلغة القبيلة الأخرى وحدث في عهده رضي الله عنه ما يدعو إلى حمل الناس على القراءة بلغة واحدة أمر رضي الله عنه بجمع القرآن وكتابته وقراءته بلغة واحدة. اه كل ذلك من كتاب الاتقان للسيوطي رحمه الله ومن غيره
(٨٦)