تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٨٧
الكتاب الذي آتيناه موسى «هدى لبني إسرائيل» قيل لم يتعبد بما في التوراة ولد إسماعيل «وجعلنا منهم أئمة يهدون» بقيتهم بما في تضاعيف الكتاب من الحكم والاحكام إلى طريق الحق أو يهدونهم إلى ما فيه من دين الله وشرائعه «بأمرنا» إياهم بذلك أو بتوفيقنا له «لما صبروا» هي لما التي فيها معنى الجزاء نحو أحسنت إليك لما جئتني والضمير للأئمة تقديره لما صبروا جعلناهم أئمة أو هي ظرف بمعنى الحين أي جعلناهم أئمة حين صبروا والمراد صبرهم على مشاق الطاعات ومقاسات الشدائد في نصرة الدين أو صبرهم عن الدنيا وقرئ لما صبروا أي لصبرهم «وكانوا بآياتنا» التي في تضاعيف الكتاب «يوقنون» لإمعانهم فيها النظر والمعنى كذلك لنجعلن الكتاب الذي آتيناكه هدى لأمتك ولنجعلن منهم أئمة يهدون مثل تلك الهداية «إن ربك هو يفصل» أي يقضى «بينهم» قيل بين الأنبياء وأممهم وقيل بين المؤمنين والمشركين « يوم القيامة» فيميز بين المحق والمباطل «فيما كانوا فيه يختلفون» من أمور الدين «أولم يهد لهم» الهمزة للإنكار والواو للعطف على منوى يقتضيه المقام وفعل الهداية إما من قبيل فلان يعطى في أن المراد إيقاع نفس الفعل بلا ملاحظة المفعول وإما بمعنى التبيين والمفعول محذوف والفاعل ما دل عليه قوله تعالى «كم أهلكنا» أي أغفلوا ولم يفعل الهداية لهم أو ولم يبين لهم مآل أمرهم كثرة إهلاكنا «من قبلهم من القرون» مثل عاد وثمود وقوم لوط وقرئ نهد لهم بنون العظمة وقد جوز أن يكون الفاعل على القراءة الأولى أيضا ضميره تعالى فيكون قوله تعالى كم أهلكنا الخ استئنافا مبينا لكيفية هدايته تعالى «يمشون في مساكنهم» أي يمرون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم ويشاهدون آثار هلاكهم والجملة حال من ضمير لهم وقرئ يمشون للتكثير «إن في ذلك» أي فيما ذكر من كثرة إهلاكنا للأمم الخالية العاتية أو في مساكنهم «لآيات» عظيمة في أنفسها كثيرة في عددها «أفلا يسمعون» هذه الآيات سماع تدبر واتعاظ «أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز» أي التي جرز نباتها أي قطع وأزيل بالمرة وقيل هو اسم موضع باليمن «فنخرج به» من تلك الأرض «زرعا تأكل» أي من ذلك الزرع «أنعامهم» كالتبن والقصيل والورق وبعض الحبوب المخصوصة بها وقرئ يأكل بالياء «وأنفسهم» كالحبوب التي يقتاتها الإنسان والثمار «أفلا يبصرون»
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283