عندنا زلفى» كلام مستأنف من جهته عز وعلا خوطب به الناس بطريق التلوين والالتفات مبالغة في تحقيق الحق وتقرير ما سبق أي وما جماعة أموالكم وأولادكم بالجماعة التي تقربكم عندنا قربة فإن الجمع المكسر عقلاؤه وغير عقلائه سواء في حكم التأنيث أو بالخصلة التي تقربكم وقرئ بالذي أي بالشيء الذي «إلا من آمن وعمل صالحا» استثناء من مفعول تقربكم أي وما الأموال والأولاد تقرب أحدا الا المؤمن الصالح الذي انفق أمواله في سبيل الله تعالى وعلم أولاده الخير ورباهم على الصلاح ورشحهم للطاعة وقيل من أموالكم وأولادكم على حذف المضاف أي الا أموال من الخ «فأولئك» إشارة إلى من والجمع باعتبار معناها كما ان الافراد في الفعلين باعتبار لفظها وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار اليه للايذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل أي فأولئك المنعوتون بالايمان والعمل الصالح «لهم جزاء الضعف» أي ثابت لهم ذلك على ان الجار والمجرور خبر لما بعده والجملة خبر لأولئك وفيه تأكيد لتكرر الاسناد أو يثبت لهم ذلك على ان الجار والمجرور خبر لأولئك وما بعده مرتفع على الفاعلية وإضافة الجزاء إلى الضعف من إضافة المصدر إلى المفعول أصله فأولئك لهم ان يجازوا الضعف ثم جزاء الضعف ثم جزاء الضعف ومعناه ان تضاعف لهم حسناتهم الواحدة عشرا فما فوقها وقرئ جزاء الضعف على فأولئك لهم الضعف جزاء وجزاء الضعف على ان يجازوا الضعف وجزاء الضعف بالرفع على ان الضعف بدل من جزاء «بما عملوا» من الصالحات «وهم في الغرفات» أي غرفات الجنة «آمنون» من جميع المكاره وقرئ بفتح الراء وسكونها وقرئ في الغرفة على إرادة الجنس «والذين يسعون في آياتنا» بالرد والطعن فيها «معاجزين» سابقين لأنبيائنا أو زاعمين انهم يفوتوننا «أولئك في العذاب محضرون» لا يجديهم ما عولوا عليه نفعا «قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده» أي يوسعه عليه تارة «ويقدر له» أي يضيقه عليه تارة أخرى فلا تخشوا الفقر وانفقوا في سبيل الله وتعرضوا لنفحاته تعالى «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه» عوضا اما عاجلا واما آجلا «وهو خير الرازقين» فإن غيره واسطة في ايصال رزقه لا حقيقة لرازقيته «ويوم يحشرهم جميعا» أي المستكبرين والمستضعفين وما كانوا يعبدون من دون الله ويوم ظرف لمضمر متأخر سيأتي تقديره أو مفعول لمضمر مقدم نحو اذكر «ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون» تقريعا للمشركين وتبكيتا لهم على نهج قوله تعالى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الخ وإفناطا لهم عما علقوا به أطماعهم الفارغة من شفاعتهم وتخصيص الملائكة
(١٣٦)