تعالى عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاتهم دعاؤهم له فينبغي ان يراد بها في يصلون معنى يجازي عام يكون كل واحد من المعاني المذكورة فردا حقيقا له أي يعتنون بما فيه خيره وصلاح امره ويهتمون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه وذلك من الله سبحانه بالرحمة ومن الملائكة بالدعاء والاستغفار «يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه» اعتنوا أنتم أيضا بذلك فإنكم أولى به «وسلموا تسليما» قائلين اللهم صل على محمد وسلم أو نحو ذلك وقيل المراد بالتسليم انقياد امره والآية دليل على وجوب الصلاة والسلام عليه مطلقا من غير تعرض لوجوب التكرار وعدمه وقيل يجب ذلك كلما جرى ذكره لقوله صلى الله عليه وسلم رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي وقوله صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله ويروى انه صلى الله عليه وسلم قال وكل الله تعالى بي ملكين فلا اذكر عند مسلم فيصلي على الا قال ذانك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا اذكر عند مسلم فلا يصلى على الا قال دانك ملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ومنهم من قال بجب في كل مجلس مرة وان تكرر ذكره صلى الله عليه وسلم كما قيل في آية السجدة وتشميت العاطس وكذلك في كل دعاء في أوله واخره ومنهم من قال بالوجوب في العمر مرة وكذا قال في اظهار الشهادتين والذي يقتضيه الاحتياط ويستدعيه معرفة علو شأنه صلى الله عليه وسلم ان يصلي عليه كلما جرى ذكره الرفيع واما الصلاة عليه في الصلاة بأن يقال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد فليست بشرط في جواز الصلاة عندنا وعن إبراهيم النخعي رحمه الله ان الصحابة كانوا يكتفون عن ذلك بما في التشهد وهو السلام عليك أيها النبي واما الشافعي رحمه الله فقد جعلها شرطا واما الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فتجوز تبعا وتكره استقلالا لأنه في العرف شعار ذكر الرسل ولذلك كره ان يقال محمد عز وجل مع كونه عزيزا جليلا «إن الذين يؤذون الله ورسوله» أريد بالايذاء اما فعل ما يكرهانه من الكفر والمعاصي مجازا لاستحالة حقيقة التأذي في حقه تعالى وقيل في ايذائه تعالى هو قول اليهود والنصارى والمشركين يد الله مغلولة وثالث ثلاثة والمسيح ابن الله والملائكة بنات الله والأصنام شركاؤه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقيل قول الذين يلحدون في آياته وفي ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم هو قولهم شاعر ساحر كاهن مجنون وقيل هو كسر رباعيته وشج وجهه الكريم يوم أحد وقيل طعنهم في نكاح صفية والحق هو العموم فيهما واما ايذاؤه صلى الله عليه وسلم خاصة بطريق الحقيقة وذكر الله عز وجل لتعظيمه والايذان بجلاله مقداره عنده تعالى وايذاؤه صلى الله عليه وسلم ايذاء له سبحانه «لعنهم الله» طردهم وابعدهم من رحمته «في الدنيا والآخرة» بحيث لا يكادون ينالون فيهما شيئا منها «وأعد لهم» مع ذلك «عذابا مهينا» يصيبهم في الآخرة خاصة «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات» يفعلون بهم ما يتأذون به من قول أو فعل وتقييده
(١١٤)