وأخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك قال: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة فخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: * (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * الآية كلها.
(ك) وأخرج الطبراني عن الأسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له فقال لي ذات يوم: يا أسلع قم فارحل فقلت: يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت رسول الله وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله: قم يا أسلع فتيمم فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين فقمت فتيممت ثم رحلت له.
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب: أن رجالا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا إلا في المسجد فأنزل الله قوله: * (ولا جنبا إلا عابري سبيل) * [43].
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ ولم يكن له خادم يناوله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: * (وإن كنتم مرضى) * [43] الآية.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال: نال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: * (وإن كنتم مرضى) * الآية كلها.
قوله تعالى: * (ألم تر) * [44] الآية. أخرج ابن إسحاق عن ابن عباس قال:
كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود وإذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال: أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الاسلام دعابة فأنزل الله فيه: * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة) * [44].