إدراجا فإن قوله حتى أنزل الله منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، بين ذلك مسلم وهذا البلاغ لا يصح فيمن ذكرته. قال: ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا ثم نزلت في جميع ذلك. قلت:
وورد في سبب نزولها أيضا ما أخرجه البخاري في تاريخه وابن إسحاق عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إنك تنهي عن السب ثم تحول، فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكشف أسته فلعنه ودعا عليه فأنزل الله: * (ليس لك من الأمر شئ) * الآية ثم أسلم الرجل فحسن إسلامه، مرسل غريب.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا) * [130]. اخرج الفريابي عن مجاهد قال: كانوا يتبايعون إلى الأجل فإذا حل الأجل زادوا عليهم وزادوا في الأجل فنزلت: * (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) *. وأخرج أيضا عن عطاء قال: كانت ثقيف تداين بني النضير في الجاهلية فإذا جاء الأجل قالوا: نربيكم وتؤخرون عنا؟ فنزلت: * (لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) * [130] قوله تعالى: * (ويتخذ منكم شهداء) * [140]. أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر خرجن ليستخبرن فإذا رجلان مقبلان على بعير فقالت امرأة: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: حي قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء ونزل القرآن على ما قالت: * (ويتخذ منكم شهداء) * قوله تعالى: * (ولقد كنتم) * [143] الآية. أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس: أن رجالا من الصحابة كانوا يقولون: ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر أو: ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا أو نلتمس الشهادة والجنة أو الحياة والرزق فأشهدهم الله أحدا فلم يلبثوا إلا من شاء الله منهم فأنزل الله: * (ولقد كنتم تمنون الموت) * [143] الآية.